لكل مقام مقال...
" لكل مقام مقال" ثلاث كلمات يعرفها ويرددها الكثير ولكن هل نُدرك مدي قيمة هذه الكلمات القليلة التي لخصت الكثير؟! أم اننا نرددها فقط... عزيزي القارئ اسمح لي اليوم ان اترك القلم يعبث بالأفكار ليبحث بين خبايا الأحداث والأشخاص والأماكن عن مقام يعبر عني وعنك في سطور قليلة؛ فلنترك المقام ذاته يحدد طبيعة المقال ربما نكتشف معاً معني وقيمة ما نقول.
أعترف أنني من الأشخاص التي لا تُجيد التحدث او الاستماع لأي حوار في بداية اليوم، للصباح مقام ومذاق يختلف من شخص لآخر؛ بالنسبة لي دائماً أحتاج لمساحة من الوقت لتجديد الطاقة اليومية دون ضجيج أو دخول في حوارات تستنزف العقل والمشاعر.. لكني تخليت ذات يوم عن مقام صباحي الرفيع بعد أن داعبت كلمات بعض الأصدقاء فضولي.. بدأ الحوار بالحديث عن استقبال كل منهم لنبأ فقدان عزيز، عندما تحدثت صديقتي المرحة القريبة إلي قلبي عن كيف تعاملت مع الموقف بشكل تلقائي نابع من مقام حبها لمن حولها وايمانها بالله، كيف أخذت تبتسم رغم الوجع وهي تساعد والدتها المريضة في التحلي بالصبر، عشقتها وهي تقول " كنت أضحك وفي قلبي الكثير.. تركت الحزن جانبا من أجل من أحب " هنا جاءت أحدي الصديقات لتعلق بكل بساطة وسلاسة " حبيبتي لكل مقام مقال!.. ضحك في الحزن.. أنا إلي اليوم أبكي علي والدي المتوفي في كل مناسبة". ابتسمتُ...فصديقتي التي تبكي في الفرح لم تدرك ما قالت أن لكل مقام مقال.. تردد ما تسمع فقط من كلمات دون تذوقها ومعرفة معناها بالرغم أن ردها كان كافٍ لتعرف أن للأشخاص والأماكن والحكايات .
مقامات مختلفة.. نحن بشر نختلف في قدرتنا علي التحكم في كل شيء حتي وأن تشابهت الأحداث فلكل منا نظرة وأسلوب خاص في كتابة مقاله تعتمد علي خلطة خاصة به من اهواء وعواطف وشعور بالواجب الانساني، مزيج يجعل من حروف المقال كتابة حقيقية لا تعرف النسخ او المحاكاة.
بعد قليل قامت أخري من بيننا مسرعة قائله " جاء وقت الانقضاض علي بنتي في الجامعة" هنا أجابت صديقتي التي تخلق البكاء من قلب الفرح" أنتِ أم مفترية".. هنا ضحكت بسخرية صديقتي وهي تخطو مسرعة نحو الهدف وهي تقول" أنتِ قولتي لكل مقام مقال.. أنا أكتب مقالي بطريقتي".
ربما التخلي عن مقام الصباح في مثل هذا اليوم سبب في صياغة مقال اليوم لنكتشف معاً معني لكل مقام مقال.