أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
«الجرابيع»
8 أكتوبر 2016
محمد الأنور;


الجربوع من القوارض الليلية التي تعيش في الصحاري، ويوجد في أغلب البلدان العربية ،ينشط ليلا للبحث عن طعامه،و يبلغ طوله من 13 - 25 سم، يصفه المختصون بأنه «لطيف التكوين» يشبه الفأر لكنه أطول منه أرجلا وأذنا ،شواربه الطويلة في جميع الاتجاهات وكأنها شوارب قد تساعده على استشعار الخطر،لونه لون بيئته الصحراوية، وجزؤه الأسفل أبيض، ويعيش في جحور يصل عمقها إلى 40 - 75 سم (لتخزين الغذاء) و2 ــ 2٫5 م (للبيات الصيفي)،تلد أنثاه فيها وترضع وتربي صغارها إلى أن تعتمد على نفسها بعد حوالي تسعة أسابيع من ولادتها، تلد الجرابيع «ثلاث مرات بالسنة» ومدة حملها حوالي خمسة وعشرين يوماً،أشهر أنواعه الجربوع المصري الصغير وهو لا يشرب الماء ويعتمد على رطوبة النباتات والحبوب التي يتناولها, لذا فإن بوله يكون مركزا، هناك ممن يصطاد الجرابيع لتناول لحمها القليل من أهل البادية، الجربوع الطبيعي ليس عليه «غبار»فدورته الحياتية معروفه وسلوكه متوائم وبيئته وظروفه التي جعلت من «الجحور» مكانا مثاليا له ولسلالته، ورغم أنه لايوجد رابط مباشر بين هذا الحيوان والانسان بإستثاء قنص الأخير للأول، إلا أن بعض البشر لم يتفكر في حياة هذا الحيوان ودورة حياته المفيده لفصيلته ،ولم يقتبس منه إلا السوء والنشاط الليلي بالتأمر بعيدا عن الأعين وفي مكاتب قيمة مكيفة تحولت للأسف الي جحور للموبقات الوطنية والمهنية، إن الجربوع قارض نباتي مسالم يمارس طبيعته في حين أن جرابيع البشر يستهدفون الأوطان والمؤسسات والقيم بالدسائس والخيانة والتآمر والإفشال فالهدم خدمة للعدو والإرهاب بأساليب باتت واضحة للجميع قوامها شلل تمص دم الغلابة ،وتنهب مال المؤسسات بل تتغول علي الحاكم بعد أن إستفحلت في مفاصل الدولة، ومن الظلم وصف هؤلاء بالجرابيع لأنهم سرطان حقيقي ينهش جسد هذا الوطن.