أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مهندس أوسلو مع الفلسطينيين
29 سبتمبر 2016
خالد الأصمعى

يعد بيريز، حسبما وصفته الصحافة الغربية، مهندس اتفاق اوسلو الموقع بين إسرائيل والفلسطينيين عام 1993 وبسبب هذا الاتفاق حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى هذا الوقت إسحاق رابين والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات.


بيريز والحريديم



كان شيمون بيريز يؤمن بأن الخطر الإرهابى ليس من خارج المجتمع الإسرائيلى بقدر ما هو كامن فى أعماقه فى التجمعات الدينية اليهودية لأن المجتمع الحريدى فى إسرائيل اختار أن يقيم أسوار القداسة التى تفصل بينه وبين الأجزاء الأخرى من المجتمع الإسرائيلي.



ولم ينظر المجتمع الإسرائيلى العام إلا قليلاً إلى ما وراء أسوار القداسة فأعفى المجتمع الحريدى من المهمات والواجبات المشتركة للمجتمع كله، مما زاد فى انعزاليته وعمقها. ورأى بيريز أن كل هذه المعطيات تمهد لإرهاب حقيقى لن يظل كثيرا تحت الرماد ولأنه يمثل عنفا مطردا سيوجه للفلسطينيين الذين سيقابلونه بعنف مضاد وينقلب على المواطن الإسرائيلى ليهدد بقاءه فى هذه الأرض لأن الانعزالية جعلت الحريديم كتاباً مقفلاً فى نظر غالبية الجمهور الإسرائيلي، وكثيرون من بينه يجدون صعوبة فى رؤية الفرد الحريدى إنسانا مستقلا وبمعزل عن مجموعته.



وحتى مؤسسات الدولة الرسمية، والتى يفترض بها بلورة سياسة خاصة للتعامل مع الحريديم فى سياقات عديدة مختلفة، لا تبذل جهدا بسيطا للتعرف عليهم، فلا تعرفهم حق المعرفة وبدرجة كافية الأمر الذى يوقعها فى أخطاء متكررة فى معالجة شئونهم واحتياجاتهم، ولكن جاءت أراء بيريز فى الحريديم بعد مغادرته حلبة الانتخابات كسياسى يحتاج إلى أصوات الإسرائيليين والحريديم لأنهم يمثلون كتلة انتخابية لا يستطيع تجاهلها أو خوض الانتخابات بدونها.



مصر وبيريز



«إنكم تلعبون بالنار سيناء ليست نزهة لطيفة والجيش المصرى أقوى مما تتصورون، إنها مغامرة غير محسوبة العواقب، وأكبر انتصار حققته إسرائيل على الأرض هو السلام مع الجانب المصري، والشارع المصرى هو الوحيد الذى رفض تقبل نتائج حرب الأيام الستة أو التعامل معها كواقع فرضته الظروف، وإنكم تسخرون ولكن الشارع فى القاهرة سيتعامل مع هذه الفاعليات على أنها حقائق وإننى أحذر» جاءت كلمات بيريز هذه ردا على استبيان طرحه المستوطنون فى يناير 2011 بالتزامن مع الثورة المصرية يدعو إلى إعادة تحرير سيناء من المصريين «حسبما زعم المستوطنون» وكان شيمون بيريز أول من خرج وعقب ورفض بشدة وبلهجة حادة ومحذرة وقال إن أى تفوق نوعى لإسرائيل يتهاوى أمام التفوق الكمى الذى من الممكن أن يواجهنا به المصريون والسلام مع مصر هو الانتصار لإسرائيل وأفكار المستوطنين هى صلف وغرور وجنون، ثم علق الرئيس الإسرائيلى فى القناة الثانية بعد رحيل مبارك مرددا نفس الكلمات والجمل التحذيرية بما وأد الفكرة التى حازت على موافقة 64% من جمهور المستوطنات.