ما الذى حدث لنا وجعلنا نعيش تلك الحالة من (الاحتقان) وعدم الاتزان ، ومن أين أتى لنا هذا العفريت الذى دخل حياتنا فى غفلة من الزمن تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان على شاكلة شعارات “ العيش والحرية والعدالة الاجتماعية “ فقلب علينا المواجع وشل حركتنا فلم نستطع أن نأكل عيشاً ولم نشم رائحة تلك الحرية المزعومة أما العدالة الاجتماعية فظلت وكأنها ضرب من الخيال ، فعشنا واقعاً مريراً وأياماً أسود من قرن الخروب. فهاهو مايسمى بغول الغلاء يتضخم من حولنا يوماً بعد الآخر ، وكأن عياره قد فلت فجأة ولم يعد يخشى أن تظهر له الدولة العين الحمراء.
أما عن الفساد فحدث ولا حرج ، حيث فاحت رائحته ووصلت إلى حد عدم الاحتمال من شدة رائحته الكريهة وكأن ما نسمعه يومياً من تصريحات على لسان كبار المسئولين أشبه بالنفخ فى القربة المقطوعة بل تحول هذا الكلام الرسمى عن الحرب التى تخوضها الدولة ضد الفساد أشبه بالأذان فى مالطا، حيث لايسمعه أحد. . وحينما ننظر الى الإعلام فنجده فى ظل تلك “ اللخبطة” قد فاق الجميع بل طغى وتجبر وأصبح يمثل خطراً حقيقياً على مؤسسات دولة ٣٠ يونية ، وهو ما يدفعنى الى التساؤل : لماذا تركت الدولة الحبل على الغارب لهذا الإعلام الممنهج والموجه لضرب تماسك الدولة المصرية فى مقتل ، هل هذا الإعلام المشكوك فى مهنيته وفى وطنيته على رأسه ريشة أو يمتلك ما يكسر به عين النظام حتى يظل يعبث باعتبارات الأمن القومى هكذا دون أن توقفه الدولة عند حده.
يا سادة .. حالة اللخبطة التى نعيشها الآن فاقت كل الحدود وهو ما يدفعنى إلى القول بأن تلك الأيام الصعبة لا تحتمل “ الطناش”، بل نحن فى أشد الحاجة إلى وقفة حقيقة مع النفس .. لعل وعسى ننقذ ما يمكن إنقاذه.