علي مدي ثلاثة ايام قضيتها في نيويورك ضمن الوفد الصحفي الذي مثل مع عدد من نواب البرلمان والشخصيات الاعلامية والعامة وفدا شعبيا رافق رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي في رحلتة لحضور القمة رفيعة المستوي لاجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 71 ، كانت الاحداث متلاحقة والمشاهد جلية والرسائل قوية ، مايدعو كل مصري للفخر بوطنه ورئيسه ، بداية من الظهور المشرف للجالية المصرية التي قدمت اروع المثل في الانتماء للوطن من خلال تقديم رسالة الي امريكا والعالم كله بأن مصر تتعافي من كبوتها بفضل التفاف ابنائها في الداخل والخارج حول رئيسها حتي وان كانت هناك اصوات معارضة سواء بشرف ونزاهة وحرص علي الوطن، أو ضالة وشاذة وممولة تبحث عن شق الصف كما حدث امام مقر الامم المتحدة من نفر قليل ظنوا انهم قادرون علي تعكير صفو الزيارة ، لكن الأمور بفضل الله سارت سيرها الطبيعي وحققت الزيارة كل الاهداف ولفت الدعم الشعبي لابناء مصر في المهجر من مسلمين واقباط رجالا وسيدات اطفالا وفتيات، انظار الجميع وقد تزين كل منهم بعلم الوطن وعلت الهتافات والاغاني الوطنية في ارجاء محيط الامم المتحدة وتفاعل معها عدد من الافارقة الذين كانوا ينظمون وقفة بجوار المصريين فاندمجوا مع النغمات في مشهد نال استحسان الجميع ، وعلي صعيد مقر اقامة الرئيس فقد تحول الي قبلة يقصدها كل الزعماء والقادة الذين يعرفون لمصر قدرها ويقدرون دورها المحوري في قضايا الشرق الاوسط والسلام وافريقيا ، ويكفي للتدليل علي ذلك ان المرشحين لمقعد الرئاسة في الانتخابات الامريكية هيلاري كلينتون وترامب حرصا علي لقاء الرئيس والتحدث معه ، فاستقبلهما في مقر اقامته علي التوالي وجاءت تصريحاتهما عقب الزيارة مفعمة بالاحترام والتقدير لمصر ورئيسها.
وكانت الوقفة امام الامم المتحدة بالنسبة للوفد الصحفي فرصة للتعرف علي انطباعات الامريكيين الموجودين في المكان نفسه، اذ عبروا عن سعادتهم بالمشهد الذي ساده علم الوطن وكذلك نغمات الموسيقي حتي وان لم يعرفوا كلماتها ، وسالوا عن مصر واحوالها، كما سألوا عن المجموعة الصغيرة التي تهتف ضد النظام المصري وترفع صور شخص اخر غير الذي ترفع صوره المجموعة الاكبر ، وكانت فرصة بالطبع لتغيير الصورة الذهنية لديهم ، وهو الامر ذاته الذي فعله وفد النواب الذي التقي المسئولين عن حملة ترامب والتقي ايضا المترجم الخاص برؤساء امريكا في السنوات الثلاثين الاخيرة، وكذلك التقى عدداً من نواب الكونجرس، وكانت اللقاءات فرصة لتقديم الصورة الحقيقية عن مصر الحاضر والمستقبل ، لكن اللقاء الأهم كان لمجموعة من الصحفيين مع مجموعة من المصريين الذين هاجروا الي امريكا منذ نحو 35 عاما، وحققوا نجاحا هناك لكن ارتباطهم بالوطن الأم مستمر من خلال مشروعاتهم التي اقاموها فيه واصرارهم علي تواصل ابنائهم معه، وهم خير سفراء لمصر في امريكا.
اما نشاط الرئيس داخل مقر الامم المتحدة فشهد مشاركته في اجتماعات عدة ابرزها مناقشة قضية التنمية المستديمة التي يوليها الإعلام كله جل جهده ، حيث اكد الرئيس في كلمته ان مصر اطلقت مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستديمة بابعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية باعتمادها اجندة التنمية 2030، مؤكدا ان تطلع الشعوب النامية لمستوي حياة لائق هو مسئولية يتحملها القادة الذين وضعت الشعوب الثقة فيهم ، وجاءت كلمة الرئيس في قمة اللاجئين لتضع النقاط فوق الحروف من خلال دعوته المجتمع الدولي للقيام بدوره بفاعلية وسرعة من اجل ايجاد حل جذري للهجرة غير الشرعية ووضع قواعد شرعية تسهل التنقل بين بلدان العالم، وتقديم الدعم اللازم للدول النامية من أجل التنمية، ووقف النزاعات والصراعات بين الفرقاء، وكانت أقوي رسائل الرئيس الي العالم في هذه القضية عندما أكد التزام مصر الاخلاقي مع ضيوفها ممن لجأوا اليها ويبلغ عددهم نحوخمسة ملايين نسمة، وتعاملهم الدولة المصرية كمواطنين من أهل البلد، وجدد الرئيس رسائله الداعية إلي حل الأزمة السورية بالحوار السلمي منوها من جديد علي ان من يتصور ان الخيار العسكري سيحل الأزمة السورية وأهم وان من يتصور ان الإرهاب سيكون له دور في سوريا وأهم أيضا، ثم جاءت قمة الامن والسلم الافريقي التي تحدث فيها الرئيس عن قضايا افريقيا عامة، وفي القلب منها قضية التنمية والطاقة المتجددة.