المعارضة السورية تطرح خطة من ٣ مراحل .. والجبير يتوقع اتفاقا خلال ٢٤ ساعة
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك العنيفة شمال سوريا، طرحت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة الرئيسية في مفاوضات السلام المتوقفة التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، في لندن رؤيتها للحل السياسي والذي تضمن ثلاث مراحل.
وعرض رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الخطة التي حملت عنوان «الإطار التنفيذي للحل السياسي وفق بيان جنيف ٢٠١٢».
وأوضح أن المرحلة الأولي «عبارة عن عملية تفاوضية تمتد ستة أشهر تستند إلي بيان جنيف لعام ٢٠١٢ يلتزم فيها طرفا التفاوض بهدنة مؤقتة»، مشيرا إلي أن هذه المرحلة يجب أن تتضمن «وقف الأعمال القتالية وجميع أنواع القصف المدفعي والجوي وفك الحصار عن جميع المناطق وعودة النازحين واللاجئين إلي ديارهم».
أما المرحلة الثانية، فتمتد ١٨ شهرا وتتضمن «وقفا شاملا ودائما لإطلاق النار وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تستوجب رحيل الرئيس بشار الأسد علي أن يتم العمل علي صياغة دستور جديد وإصدار القوانين لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. كما أكدت ضرورة أن «تتمتع هيئة الحكم الانتقالية بسلطات تنفيذية كاملة».
ووصف حجاب المرحلة الثالثة للخطة بأنها «تمثل انتقالا نهائيا عبر إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة».
وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية إن الهيئة سترفض أي اتفاق تتوصل إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير سوريا إذا كان مختلفا عن رؤيتها.
وقد دعا بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني قبل لقائه بوفد المعارضة السورية في لندن إلي عدم ارتكاب الأخطاء، التي وقعت خلال حرب العراق مجددا لدي البحث عن حل للنزاع في سوريا. ووصف خطة المعارضة بأنها تقدم أول صورة يمكن التعويل عليها لسوريا يعمها السلام
وطالب جونسون، في مقالة نشرتها صحيفة «ذي تايمز» البريطانية، برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أنه من الممكن تفادي الفوضي التي أعقبت إطاحة الرئيس العراقي صدام حسين.
كما رحب جاريث بايلي الممثل البريطاني الخاص لسوريا باستضافة لندن لإطلاق المعارضة السورية لرؤيتها التي تركز علي مستقبل سوريا وليس ماضي الأسد، مشيرا الي أن الهيئة العليا للمفاوضات تطرح عقدا اجتماعيا جديدا لمستقبل سوريا.
وأوضح أن «الهيئة العليا للتفاوض تركز علي التسوية عبر التفاوض، وليس بالقوة، في سوريا». وأضاف بايلي «الهيئة العليا للتفاوض تقول بوضوح إن الحوار الوطني في سوريا هو ما يحدد مستقبل البلاد.»
وأكد أن الهيئة العليا توضح أهمية استمرارية مؤسسات الدولة وحكم يشمل الجميع، مشددا علي أن الهيئة العليا للمفاوضات تطرح عقدا اجتماعيا جديدا لمستقبل البلاد، ورؤية الهيئة العليا «وليدة مشاورات ومناقشات طويلة، وهي وثيقة حية يمكن تطويرها».
ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في لندن أن هناك إمكانية للتوصل إلي اتفاق بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا خلال ٢٤ ساعة، حيث تحظي الهيئة العليا للمفاوضات بدعم السعودية وقوي غربية.
وأوضح الجبير أنه من الصواب مواصلة الجهود الدبلوماسية وبذل كل محاولة ممكنة من أجل التوصل إلي حل سياسي في سوريا، إلا أنه بدا متشائما، وعبر عن عدم ثقته في الحكومة السورية.
وفي الوقت ذاته، استبعدت وزارة الخارجية الروسية فشل المفاوضات الجارية مع واشنطن حول صياغة اتفاق جديد بشأن الهدنة بسوريا، واصفة الفرق المتبقي بين مواقف البلدين بالبسيط.
وفي أنقرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الرئيس باراك أوباما طرح فكرة عمل مشترك مع تركيا للسيطرة علي مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش الإرهابي، مشددا علي أن أنقرة لن تعترض علي ذلك.
وأوضح علي طائرته أثناء عودته من قمة مجموعة العشرين أن الجيش التركي مستعد للمشاركة في أي هجوم علي الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا، مشيرا إلي أن «أوباما يريد أن نقوم بشيء معا فيما يتعلق باستعادة الرقة.» وأضاف «أعلنا من ناحيتنا أننا ليس لدينا مشكلة في ذلك وقلنا فليجتمع جنودنا معا وسيتم عمل كل ما يتطلبه الأمر».
وقال إن أي دور تركي يجب أن يحدد في محادثات أخري. وتابع «لكن في هذه المرحلة يجب أن نثبت وجودنا في المنطقة. ليس بإمكاننا أخذ خطوة إلي الوراء. إذا أخذنا خطوة إلي الوراء ستستقر هناك جماعات إرهابية».
ومن ناحيته، نفذ الطيران السوري غارات علي أوكار وتجمعات ومحاور تحرك التنظيمات المسلحة في حلب وريفها.