أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
رواية
«أرض الإله» تناقضات الواقع والخيال
7 سبتمبر 2016
وفاء نبيل

«قبل الفجر بساعات تسلل نصف بنى إسرائيل فى جماعات صغيرة، تاركين خلفهم من لم يؤمن بدعوة الأخوين، يحملون أمتعتهم وأطفالهم، وصررا صغيرة تحوى ما كنزوه تحت أخشاب الأرضيات، وفى شقوق الحيطان، خرجواعبر خرق ضيق فتحوه فى الجدار العازل لخرائبهم، ثم اتجهوا شرقا، متحاشين حراس القصر..»


فرعون موسى الذى طالما داعبت قصة حياته ونهايته المفجعة، خيال العديد من الكتاب والمؤلفين، كانت محور أحداث رواية «أرض الإله» للكاتب أحمد مراد.



رغم أن الرواية فى مجملها عبارة عن سرد لأحداث تاريخية معروفة، إلا أنها تميزت بالتناول الأدبى الجديد، من حيث التصوير بالكلمات، الذى حول الرواية لمشاهد حية، يتابعها القاريء بشغف.



تبدأ الرواية بمشهد يحاول الكاتب فيه جذب إنتباه القاريء، لكن رغم ذلك لم يحقق الهدف منه، المشهد يجمع بين «هوارد كارتر» مكتشف مقبر توت عنخ آمون، وهو يهدد القنصل البريطانى بالقاهرة، بأنه سوف يكشف سرا هاما عن مخطوطات قديمة جدا، إذا لم يتدخل القنصل لنزع حق مصر فى المقبرة المكتشفة حديثا.. ليتخطى القاريء هذا المشهد للدخول إلى السطور الأولى للرواية، والتى أعتقد أنها جاذبة أكثر من مشهد البداية، ليطالعنا بطل الرواية «كاي» ذلك الكاهن الشاب الذى يكتشف مقتل معلمه وكبير كهنة معبد سمنود. ولنتعرف من خلال أحداث الرواية أن كبير كهنة معبد سمنود تم قتله، بتكليف من «مردخاي» كبير وزراء الملك وهو من أصل يهودي، وذلك لإخفاء قصة النبى موسى الذى أرسله الله لفرعون مصر منذ أكثر من ثمانمائة عام، لإخراج اليهود من أرض النيل، ورحمتهم من بطش فرعون هذا الزمان.



من المتتبع لأعمال الكاتب أحمد مراد، يدرك أنه لديه قدرة عالية على اختيار الموضوعات الجاذبة للقراء، لينسج حولها أحدث رواياته، وقد ظهر ذلك جليا فى روايته الفيل الأزرق، حيث كان يسود وقتها، الجدال حول الغيبيات والخيال، فدمجهما مراد بشكل مثير بجريمة قتل ومخدرات. وفى رواية أرض الإله تجلت مهارة الكاتب فى سرد قصة دينية قديمة بأسلوب شيق، وأضاف عليها من خياله، وأسلوبه فى تبسيط الأحداث ما جعل الشباب ينجذبون للقراءة عن هذه الأحداث القديمة مرة أخري..ولكن الكاتب وقع بروايته فى أخطاء ما كان له أن يقع فيها، وكان عليه توخى الكثير من الحذر، لأنه هذه المرة بصدد التعرض لأحداث تم ذكرها بدقة فى كثير من السور القرآنية، وتتطلب الأمانة فى معالجتها أدبيا.



أو كان عليه أن ينوه فى بداية روايته أنه سيقوم باستخدام خياله؟.



مثلا السيدة آسيا زوجة الفرعون الذى أنقذت النبى موسى وهو طفل، لم تمت قبل دعوته، بل عاشت، حتى آمنت به، ثم قتلها فرعون، بسبب إيمانها بدعوة موسي. ولم يثبت فى أى مصدر أن اليهود قد قتلوا موسى وأخيه هارون، كذلك ليس هناك دليل على أن موسى قابل الملك أحمس، وتعاون معه لحرب فرعون. أما من الخطأ المتكرر لكثير من الروايات، هو تلك القصة المستهلكة عن بغى تقضى جل حياتها فى الرذيلة ثم تقع فى حب شاب تقي، وتتوب على يديه، ويتزوجها غافرا لها كل ماضيها، وهو ما يتنافى تماما مع ما يحدث على أرض الواقع.











الرواية :أرض الإله



الروائى :أحمد مراد



الناشر : دار الشروق