أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
جورج بهجورى.. حكاية فنان
29 أغسطس 2016
نادين حمامة

من قرية بهجورة بمحافظة قنا، عام 1932، تفتحت عين جورج عبدالمسيح بشاى على الحياة، اتخذ اسمه من تلك القرية، التى أحبها، ليصبح فيما بعد الرسام العالمي، جورج بهجوري.


تعود رسام الكاريكاتير الساخر مراقبة حركات المارة و الجالسين بالمقاهى طيلة النهار فيسجلها سريعا بريشته الفنية كأنها مسروقة من الزمن حتى لا يبرد ما يراه.



و بصحبة مئات الكتب والصور، التى تملأ مكتبته، يقضى بهجورى يومه فى المرسم الخاص به، من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساءً، يقرأ الجرائد، يرسم، يستمع للأغاني، ويستقبل زواره, بعد تخرجه فى كلية الفنون الحميلة اشتغل بالكاريكاتير فى مجلتى صباح الخير وروزاليوسف, ثم سافر إلى باريس عاصمة الفن ليترك عمله ويذهب إليها لمدة 30 عاما، حلم الرسام والفنان، ودخل كلية فنون جميلة مرة ثانية هناك، فى جامعة السربون . أحب أعماله إلى قلبه البروترويه، لأنه يظهر به شخصية الإنسان. خصوصا و أن فن الكاريكاتير لا ينبغى ان يقترب من الدين، أو الحياة الشخصية لأى إنسان، أو التعدى على أحد بالألفاظ والسخرية منهم.



لم توجد لبهجورى طقوس محددة لإخراج أعماله، فتارة يغلق على نفسه باب غرفته ويعكف على رسمته حتى النهاية، وأخرى يستمتع بالأصوات الصاخبة.



وفى نهاية يومه، ينتهى من رسمته، ويذهب إلى بيته، وفى داخله شعوران، الأول بالرضا عما قدمه طوال حياته، والآخر بالمرارة كونه فنانا عالميا، كرمته دول أوروبية، ولم تكرمه بلده, لقب بالفنان الساخر لضحكته الثابتة لكل ما حوله. له لوحات ومنحوتات وفنون تشكيلية مختلفة وضعته فى مصاف الفنانين الكبار فى العالم، ورغم مشواره الطويل فى الفن، تعلماً وممارسة، لم يزل يدخل إلى كل لوحة من لوحاته بروح رجل يمسك الفرشاة للمرة الأولى فى حياته، كطفل وضع والداه قلماً ملوناً بين كفيه فراح يرسم ما يراه بشكل تلقائى وفطرى. وللفنان الساخر جانب آخر من اعماله، فبعدما عرفناه كأحد أهم رسامى الكاريكاتير فى مصر والعالم العربى، عرفناه كأحد أهم التشكيليين الذين مزجوا الكاريكاتير بالتشكيل، ثم نزلت علينا مغامرات وجنون بهجورى مثل المطر: مصمم عرائس، كاتب سيناريو، ممثل فى أحد الأفلام الفرنسية المجنونة، نحات على الحجر والرخام والحديد وغيرها، وبعد كل هذه المغامرات فوجئنا بكتاب أو على الأصح «سيرة ذاتية» وتحديداً «رواية» تحمل عنوان «أيقونة فلتس» بقلم «جورج بهجورى» و من أهم الفنانين اللذين تتلمذ البهجورى على ايديهم حسين بيكار، إحسان عبد القدوس، أبو العينين، نرمين القوصى، بهجت عثمان، صلاح جاهين، كمال أمين، سمير السبع، ممدوح عمار، نادية لطفى.