أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
العلاج المناعى .. طفرة جديدة فى شفاء حالات الأورام المتأخرة
14 أغسطس 2016
> عمرو يحيى

يمثل مرض السرطان مشكلة كبيرة باعتباره ثانى أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية فى مصر والعالم، ففى مصر تُكتشف 113 حالة جديدة للأورام سنويا بين كل 100 ألف مواطن، ويعد سرطان الكبد العدو الأول للرجال يليه سرطان المثانة البولية،


ويعتبر سرطان الثدى الأكثر شيوعا بالسيدات يليه سرطان الكبد. وقد وضعت هذه الإحصائيات تحديات أمام العلماء لإجراء مزيد من الأبحاث العلمية لاكتشاف طرق جديدة لتحسين نتائج العلاجات التقليدية، فظهر العلاج الهرمونى والموجه وأخيراً العلاج المناعى الذى سيحدث طفرة هائلة فى علاج معظم الأورام. ويقول د. صلاح الدين المسيدى أستاذ علاج الأورام بطب قصر العينى، إن أحدث الأبحاث التى تم مناقشتها فى الاجتماع السنوى للجمعية الأمريكية الإكلينيكية للسرطان بشيكاغو بالولايات المتحدة فى يونيو الماضى، بلغت مراحل متقدمة تؤكد نجاح العلاج المناعى للأورام السرطانية فى مراحلها المتأخرة، وذلك عند فشل العلاجات التقليدية وخاصة فى مرضى سرطان الجلد والرئة والثدى،والكلى والدم. وأظهرت الأبحاث أن نسب النجاة فى حالات سرطان الرئة المتأخر ارتفعت باستخدام العلاج المناعى إلى 20% و30 %، مقارنة باستخدام العلاج الكيميائى التى لم تتعد 5% بعد 5 سنوات من بدء العلاج.



ويؤكد د. المسيدى ان تقدم الأبحاث والنتائج العلاجية، دفع منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية للاعتراف بالعلاج المناعى كخط علاج ثان مباشر، فى حالات فشل الخط الأول للعلاج كما هو الحال فى سرطان الرئة والكلى، ومع استمرار تقدم النتائج ينتظر أن يصبح العلاج المناعى الخط الأول فى علاج كثير من الأورام كبديل للعلاج الكيميائى خلال الخمس سنوات القادمة.وأوضح أن طفرة علاج الأورام بدأت فى أواخر التسعينيات، بظهور العلاج الموجه، الذى يعمل كالقذائف الصاروخية الموجه التى تصيب الأورام وتتجنب الخلايا السليمة، وأخيرا ظهر العلاج المناعى الذى يعمل على حمل وتقوية جهاز المناعة لدى المريض نفسه لمحاربة الورم، وشهدت الأبحاث تقدما كبيرا بداية من عام 2011 وحتى الآن، وتعمل العلاجات المناعية بأجسام مضادة ترتبط بأحد البروتينات المخادعة لجهاز المناعة والتى توقف عمله، فالخلية السرطانية تلتصق بالخلية المناعية (T-Lymphocyte)، مما يجعل الخلايا المناعية غير قادرة على تمييز الخلايا السرطانية كعدو بالجسم، وتعمل العلاجات المناعية الحديثة على فك الروابط التى تحدث بين البروتينات على سطح الخليتين، ويعود لجهاز المناعة قدرته على تمييز الخلايا السرطانية كأجسام غريبة يجب القضاء عليها.