أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
أردوغان يناور واشنطن بروسيا!
11 أغسطس 2016
منصور أبو العزم


يعتقد الرئيس التركى رجب أردوغان أنه يستطيع «مناورة» أمريكا من خلال توطيد علاقاته بروسيا، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بعد أن كاد أن يدمر تلك العلاقات من خلال سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية مع جاره الدب الروسي، الذى ربما أكثر أهمية له من حلفائه الغربيين، نظرا للحدود والقضايا الإقليمية المشتركة.



ويرغب أردوغان، بزيارته إلى موسكو ومنح بوتين ميزات استراتيجية لم يكن يقبل بها من قبل، إلى الضغط على واشنطن لتسليمه حليفه القديم وخصمه اللدود حاليا عبدالله جولن، ومن المؤكد أن بوتين ـ رجل المخابرات المخضرم فى السياسة ـ يدرك ذلك دون عناء يذكر، كما أن واشنطن من الناحية الأخرى لن تنطلى عليها «مناورات» أردوغان، واللعب معها من خلال سعى أنقرة إلى الارتماء فى أحضان موسكو ولو مؤقتا، للحصول من واشنطن على ما تريد.



وإذا كانت تركيا أردوغان قد اعترفت قبل أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة فى الشهر الماضى بأنها ارتكبت أخطاء استراتيجية فى سياساتها الخارجية إقليميا ودوليا، وراح أردوغان يراجع تلك السياسات إزاء روسيا ومصر وإيران وغيرها، فإن أخطاء أردوغان القاتلة فى السنوات الأخيرة قادت تركيا إلى خسائر فادحة وأوشكت أن تحولها إلى دولة تواجه شبح الحرب الأهلية بين «المتأسلمين» و«العلمانيين»، وتحف بها المخاطر والتحديات من كل حدود، وتريد أن تصبح دولة إسلامية وعلمانية فى آن واحد، وأن تكون غربية وشرقية فى الوقت نفسه.