تبدأ الأجازة الصيفية ويبدأ معها السفر, وإذا كان لديك أطفال يشكل ذلك ضغطاً كبيراً عليك خاصة إذا كان السفر لمسافات طويلة فقد تواجهك مشكلة تسليتهم طوال السفر، سواء كان بالقطار أو السيارة أو حتى الطائرة
فبقاء الأطفال فى مكانهم بلا حركة ودون أن يشكلوا مصدرا لإزعاج المسافرين الآخرين يكاد يكون مستحيلاً، خاصة إذا كان طفلك كثير الحركة، أو من الأطفال الذين يملون سريعا, لذلك فإن سؤال «إحنا وصلنا؟», أو «فاضل أد ايه؟» هى أكثر الأسئلة الشائعة فى رحلة السفر مع الأبناء، لأن الانتظار طيلة مدة السفر حتى الوصول يكون أمرا شاقا على الأطفال، لأنهم يشعرون أنه طويل جدا فهم ليس لديهم إحساس بالوقت, إذن يجب عليك تسليتهم طيلة مدة السفر حتى لا يملون أو يتعاركون مع بعضهم.
يقول د. حسن مصطفى ـ استشارى الأطفال ـ إن الأطفال هم أكثر الكائنات الحية فضولاً، فهم مازالوا فى مرحلة التعلم وتكوين الشخصية، لذلك يسعون للتعرف على كل شىء حولهم, لذلك يجب أن تكون أول خطوة هى إخبارهم بكل المعلومات الممكنة مسبقاً عن الرحلة وعن وسيلة السفر حتى تأهليهم نفسياً للسفر، كذلك لا تنسى أن تخبريهم بجميع قواعد السفر، كاستخدام أحزمة الأمان وغيرها حتى لا تضطرى لشرح الكثير من الأشياء أثناء الرحلة.
يفضل اختيار وقت مناسب للسفر, فإذا كان لديك فرصة اختارى مواعيد تناسب مواعيد نوم أبنائك حتى يناموا أكبر جزء من مدة السفر مما يجعل الوقت يمر سريعا, مع توفير ملاءة صغيرة لتغطيتهم أثناء النوم.
يجب عليك تحضير حقيبة صغيرة بها بعض الأشياء الخاصة لتسلية طفلك مثل قصص أطفال خاصة إذا كانت قصصا محببة له, أو كتاب تلوين جديدا به الشخصيات الكرتونية المفضلة لديه, مع بعض ألعابه المفضلة مثل سيارته أو العروسة المحببة لابنتك, كذلك من الممكن مشاهدة الصور العائلية على الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية حيث إن معظم الأطفال يحبون مشاهدة تلك الصور، كما إنهم يستمتعون ببعض الأفلام الكرتونية المسجلة على اسطوانات أثناء عرضها على اللاب توب.
إذا كنت تسافرين فى وسيلة سفر خاصة كالسيارة، فيمكنك تشغيل أغانى أطفال مسلية, كما يمكنك أن تمارسى بعض الألعاب المسلية مثل تغيير كلمات الأغنية، فذلك يجعلهم يضحكون كثيرا و يتعلمون كيف يجدون كلمات تناسب اللحن.
بالنسبة للرحلات الطويلة، جهزى حقيبة صغيرة وضعى فيها بعض الساندويتشات الخفيفة والصحية وبعض الحلويات التى يفضلها أطفالك ولاتنسى زجاجة المياه, كذلك الأدوات الخاصة بنظافة طفلك مثل المناديل المبللة لاستخدامها بعد الأكل.
تذكرى دائما أن أى شىء مع الأطفال سيكون غير متوقع، فكونى مرنة عندما تتعاملين مع المواقف المختلفة, كونى مرحة واستمتعى بوقتك معهم، فالمزاج العام للرحلة سوف يتحدد ببداية السفر.أما إذا كنت تسافرين فى وسيلة عامة وهناك مسافرون آخرون يصطحبون أطفالهم، فلا مانع من أن تسمحى له بالتعرف عليهم واللعب معهم، الأطفال يحبون الصحبة دائماً خاصة مع من هم فى نفس مرحلتهم العمرية، لكن إن كان طفلك مشاغباً فإنتبهى لتصرفاته حتى لا يؤذى الأطفال الآخرين.
ويشير د. حسن الى أن العناد أمر طبيعى فى سن الطفولة، فالطفل يحب دائماً أن يشعر باستقلاله وقدرته على اتخاذ القرارات، لذلك توقفى عن إعطائه الأوامر حتى لا يتخذ الأمر منحنى آخر ويبدأ فى عنادك وافتعال الفوضى وإزعاج الآخرين لإحراجك, بل امدحى تصرفاته الجيدة وأخبريه أنك سعيدة بقدرته على تحمل المسئولية ، وإذا فعل شيء لا يعجبك فلا تغضبى منه وتصرخى بلا داعى، بل اشرحى له وجهة نظرك وسبب غضبك منه ثم اطلبى منه ألا يكرره مرة أخرى وأنت فى منتهى الهدوء, لأن طفلك يتأثر بك وبردود أفعالك، أيضاً توقعى بعض المتاعب والإزعاج أثناء الرحلة، فالأطفال يكونون مزاجيين بعض الشىء وقد لا يكفى كل ما سبق لتهدئتهم، لذلك تعلمى كيف تحتوى غضبهم دون أن تثورى، بل يجب عليك أن تحتويهم بحنانك.