أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
والأوقاف: دروس وكتب دينية للتوعية بحقوق الآخر
28 يوليو 2016
الشيخ جابر طايع

وحول جهود وزارة الأوقاف لتصحيح المفاهيم المغلوطة ودعم الوحدة الوطنية، قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى بالوزارة الأوقاف، إن الأئمة والدعاة لديهم الوعى والحس الوطنى فى تناول الموضوعات التى تمس الواقع وتزيد من التماسك والتعاون والتكاتف بين أبناء الوطن.


وقال إن الوزارة سوف تضع خطة دعوية شاملة للفهم المستنير، تقوم على عرض حقائق الإسلام، وتصحيح المفاهيم ومواجهة الفكر المنحرف، وذلك من خلال الموضوعات المتميزة التى تحددها الوزارة لخطبة الجمعة، وذلك لمواجهة أصحاب الفكر المغلوط، لأن هؤلاء يسعون دائما لنشر الفتن والفرقة والشائعات، ودورنا هنا تصحيح المفاهيم، ومواجهة الدخلاء على الدعوة الذين لا يهمهم مصلحة الوطن.



وأضاف أن جهود الوزارة فى قضية دعم الوحدة الوطنية تتمثل فى التوعية الصحيحة، من خلال خطب الجمعة والدروس الدينية، والتأكيد على دعم مصلحة الوطن، وعدم السير وراء مثيرى الفتن والشائعات، الذين يسعون لزعزعة الاستقرار ونشر الفرقة والخلاف، وكل هذه القضايا التى تدعم مسيرة الوطن، وتصب فى صالح الوحدة الوطنية، سوف يتم تناولها فى خطبة الجمعة والدروس الدينية فى المساجد، كما أصدرت الوزارة كتاب حماية الكنائس فى الإسلام، كما ستعقد الوزارة ندوات دينية فى المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية بمشاركة نخبة من العلماء فى جميع التخصصات، وهذه الندوات تهدف لتصحيح المفاهيم، وأن تكون المساجد مراكز للتنوير والثقافة الإسلامية، هذا بجانب الدروس والأمسيات الدينية التى تعقدها الوزارة وتنقل عبر وسائل الإعلام.



من جانبه أوضح الشيخ أحمد ترك، مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، أن الأئمة والدعاة على وعى تام بقضايا الأمة، وأنه فيما يخص الأحداث الأخيرة فإن تناول مثل هذه الأحداث ينبغى أن يكون على أساس المواطنة وليس الدين، فالجانى مصرى والمجنى عليه مصري، سواء صدرت الجناية من مسلم أو مسيحي، كما أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ حقه بيده ويعتدى على الآخرين فى وجود الدولة والقانون، وناشد رجال الدين عدم تحريض أتباعهم المصريين ضد المصريين، وعدم الظهور فى وسائل الإعلام، فى كادر رجل الدين المدافع عن أتباع دينه، وواجبٌ على رجال الدين فى مثل هذه الأزمات نزع فتيل الأزمة، وتذكير الناس بأخلاق الأنبياء، وحثهم على حماية المسلم للمسيحى والعكس، واللجوء للقضاء لرد الحقوق إلى أصحابها.



وأضاف: إنه لابد أن يعرف الجميع أن المسلمين والمسيحيين فى مصر أمة واحدة، ولا يوجد فى مصر طوائف، ولن يكون ذلك بإذن الله تعالي، فكل المصريين مواطنون فى دولة عظيمة، هى مصر المحروسة، ولم ولن يكونوا يوما أفرادا فى قطيع طوائف متناحرة، وقد تحدى المصريون جميعاً الاستعمار وتجار الدين الذين أرادوا لهم الطائفية، وبقيت مصر أمة واحدة وشعبا واحدا، وهذا يتناغم مع وثيقة المدينة المنورة، التى كتبها رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وفى نفس السياق يقول الدكتور أحمد عوض، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب بالقاهرة، أن الإسلام أولى وأعطى غير المسلمين مكانتهم فى وطنهم، وهذا من صميم عقيدتنا، والحق سبحانه وتعالى يقول” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، موضحا أن دور الأئمة والدعاة هنا أن يبينوا للناس الأخلاق والقيم والضوابط التى حملتها لنا الشريعة الإسلامية، والتى تأمر بالحفاظ على النفس والمال والعقل والعرض، فنحن جميعا شركاء فى وطن واحد، وهذا يتطلب أن نؤكد دائما وندعم الوحدة الوطنية، من خلال بيان القيم الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حتى يكون الناس على بصيرة من دينهم وعلى بينة من أمرهم.