أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
وجه فى الأنباء
ميلانيا ترامب.. تميمة حظ بدرجة زوجة
28 يوليو 2016
هناء دكرورى
ميلانيا ترامب

فرض الحضور الطاغى والذكى لميشيل أوباما،زوجة الرئيس الأمريكى باراك أوباما،أمام مؤتمر الحزب الديمقراطى فى فيلادليفيا على البعض عقد مقارنة بينها وبين ميلانيا ترامب زوجة المرشح الجمهورى دونالد ترامب وطرح تساؤلات حول مدى صلاحية ميلانيا لأن تصبح السيدة الأولى فى حالة انتخاب زوجها رئيسا للبلاد.


والمقارنة بين السيدتين لم تأت فقط عقب الخطاب المميز الذى القته ميشيل قبل أيام لصالح ترشيح هيلارى كلينتون و استغرق 15 دقيقة حيث الهب حماس الحضور بل ودفع البعض للبكاء ووصف بأنه واحد من أكثر الخطب تأثيرا خلال عام الانتخابات . فقد سبقت ذلك مقارنة لم تكن أبدا فى صالح ميلانيا (46 عاما) عندما اتهمها الكثيرون بتقليد ميشيل بعد الكشف عن اقتباس جمل كاملة من خطبة سابقة لميشيل أمام الحزب الديمقراطى فى عام 2008 واستخدامها فى الخطاب الذى القته ميلانيا أمام مؤتمر الحزب الجمهورى فى كليفلاند الاسبوع الماضى. وخلال 15 دقيقة فقط أيضا(مدة الخطاب) تحولت محاولة ميلانيا لتحسين صورة زوجها إلى تشويه لصورتها حيث أشارت العديد من الصحف إلى أن ميلانيا لم تكتف فقط بترديد نفس الجمل التى قالتها ميشيل عن علاقتها بوالديها والقيم التى تأثرت بها فى خطاب 2008 بل اقتبست أيضا طريقة أداء ميشيل والتحدث بنفس الحماس والانفعال مما رسخ فكرة كون ميلانيا مجرد دمية جميلة لدى البعض.



ومن يراجع قصة حياة ميلانيا عارضة الأزياء السابقة ومصممة المجوهرات الحالية السلوفينية الأصل ، ويتعرف على بعض نواحى شخصيتها ويتابع بعض تصريحاتها وأحاديثها الصحفية قد يجد صعوبة كبيرة فى تصورها فى البيت الأبيض أو تخيل كيف ستؤدى دور السيدة الأولى. فعلى الرغم مما تثيره من اعجاب لدى الجمهور لدى ظهورها ربما بسبب جمالها ورشا قتها وأناقتها التى لا تخطئها عين ،وعلى الرغم من ثقة دونالد ترامب فى أنها ستكون «سيدة أولى ممتازة» إلا أنها هى نفسها ليست لديها خطة محددة وواضحة للدور الذى تنوى القيام به. فقد صرحت فى بداية الحملة الانتخابية أنها ستكون «تقليدية مثل جاكلين كينيدى» وعندما سئلت عن القضايا التى تعتزم مساندتها عندما تصبح السيدة الأولى قالت « أشارك بالفعل فى العديد والعديد من الاعمال الخيرية... أعمال مختلفة تتعلق بالأطفال وتتعلق الكثير من الأمراض المختلفة»!



تصفها مجلة «جى كيو»الأمريكية بأنها «مبهمة»مثلزوجها و تحرص على التركيز فى عين محدثها وعادة تكرر عبارات شعبية أشبه بالكليشيهات مثل «جلدى سميك» «أخذ الأمور يوما بيوم»«اتابع الأخبار من الألف إلى الياء» وهو ما عادة يدفع من يجرى معها حديثا صحفيا أن يقرر أنه لا جدوى من الاصرار على مطالبتها بالتوضيح أو تحديد ما تريد قوله بالضبط!



ولدت ميلانيا فى عام 1970 فى بلدة صغيرة فى سلوفينيا (حينما كانت تابعة ليوجوسلافيا) لأسرة ميسورة مقارنة بشظف العيش الذى كانت تعانية معظم الأسر السلوفينية فى ظل الحكم الشيوعى . كان والدها فيكتور كنافس ، الذى يكبر زوجها بخمسة أعوام فقط ويشبهه فى كثير من الأمور،يعمل سائقا لعمدة احدى البلدات المجاورة ثم أصبح مالكا لمتجر للسيارات المستعملة وذلك بجانب عضويته بالحزب الشيوعى فى سلوفينيا وهو ما وفر فرصة للأسرة للانتقال للعاصمة.أما والدة ميلانيا فكانت تعمل مصممة بمصنع لملابس الأطفال وكانت تسافر بسبب عملها إلى فرنسا وايطاليا والمانيا .وقد ورثت ميلانيا عن أمها عشقها للاناقة وموهبة الرسم والتصميم وهو ما أهلها للالتحاق بمدرسة العمارة لدراسة فنون التصميم فى العاصمة السلوفينية .وفى عام 1992 وبعد فوزها بالمركز الثانى فى مسابقة لعرض الأزياء فى سلوفينيا قررت ميلانيا توسيع نشاطها و العمل كعارضة محترفة فى ميلانو وباريس.وفى عام 1996 ساعدها أحد أصحاب وكالات الأزياء المشهورين على الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية.



والتقت ميلانيا بدونالد ترامب فى احدى حفلات اسبوع الموضة فى نيويورك فى خريف عام 1998 وكان ترامب فى الثانية والخمسين من عمره وكانت هى فى الثامنة والعشرين .و قد تزوجا فى حفل اسطورى فى 2005 فى قصر ترامب بفلوريدا والذى ضم مدعوين كبار كان فى مقدمتهم الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلارى التى كانت فى ذلك الوقت عضوا فى مجلس الشيوخ عن نيويورك ورودى جيوليانى عمدة نيويورك وغيرهم من نجوم المجتمع،لتصبح ثالث زوجة لترامب.



وعن صفاتها الشخصية يقول بعض أصدقائها القدامى فى سلوفينيا أن ميلانيا متحفظة ومهذبة وهادئة الطباع وتقدس الحياة العائلية.إلا أن نموذج ربة العائلة ليست الصورة التى يراها خصوم ترامب فى زوجته. ولذلك عمد انصار تيد كروز الذى كان المنافس الرئيسى امام ترامب نشر صورة فاضحة لميلانيا التقطت لها فى عام 2000 وأسفلها تعليق «قابلوا ميلانيا ترامب...السيدة الأولى القادمة» والصورة بالطبع كانت تستهدف اثارة غضب الناخبين المحافظين.



ومما يثير الدهشة هنا ليست الصورة الفاضحة ولكن تعليق ترامب عليها حيث هدد «بالكشف عن المستور» عن زوجة منافسه هيدى كروز ثم قام بنشر صورتين على حسابه بموقع تويتر احداهما لهيدى تبدو وكأنها مرزاب gargoyle والأخرى لميلانيا تبدو وكأنها ثعلب وكتب تعليق «الصورتان توفر علينا آلاف الكلمات....زوجتى أكثر إثارة»!



هذه النظرة الغريبة لزوجته والتعامل معها بوصفها مجرد إمرأة جميلة ممشوقة القوام يعلقها فى ذراعه أو تميمة حظ تزين معصمه ظهرت جليا فى أكثر من واقعة ، حتى قبل ترشحه فى السباق الرئاسى، مما يجب أن يثير القلق لدى الكثيرين ،خاصة الناخبات الواعيات،حول تقدير ترامب لدور المرأة.



ففى أكثر من حوار تلفزيونى أجرى معه بوصفه الملياردير الأشهر فى الولايات المتحدة كان ترامب دائم التفاخر بأن زوجته ممشوقة القوام ومثيرة وأنها رائعة سهلة المعشر ليس بسبب ذكائها مثلا أو حكمتها أو هدوء طباعها ولكن «لثقته فى أنها ستتناول حبوب منع الحمل كل يوم»!!المفجع أنه عندما سأله المذيع الشهير هوارد ستيرن «اذا تعرضت ميلانيا لحادث سيارة فظيع وفقدت ذراعها اليسرى وأصيبت قدمها اليسرى إصابة بالغة ،ذلك بالإضافة إلى كدمة كبيرة بجانب عينها،هل سيبقى معها؟» سأله ترامب وماذا عن صدرها وعندما أخبره أنه لم يتأثر أجاب ترامب»ما دام ذلك بخير بالطبع سأبقى معها فهذا أمر ضرورى»!!!



وبناء على هذه النظرة السطحية ،بل والدونية،للمرأة فليس من المستغرب أن ترامب لم يلق أى بال لكون زوجته مهاجرة من سلوفينيا وأنها لم تحصل على الجنسية الأمريكية سوى فى عام 2006 أى بعد عشر سنوات من هجرتها إليها فيحاول تخفيف ،ولا نقول تغيير، موقفه المعادى للمهاجرين.



أما نظرة ميلانيا لترامب ودوره فى حياتها ودوره كرئيس فهى لا تقل سطحية حيث تصفه فى أحد الحوارات الصحفية بأنه «زوج متفهم للغاية» والسبب أنها لو قالت إنها «بحاجة لساعة للاستحمام أو عمل تدليك فأنه لا يمانع ..فهو يدعمها للغاية «!



وفى خطبها أمام ناخبين لم تخرج كلماتها عما يمكن أن يأتى فى موضوع تعبير لطالب فى الابتدائى مثل «هو مجتهد.هو طيب. لديه قلب كبير هو ذكى وصلب .أنه يقول الحقيقة أنه عادل»كما قالت فى اول ظهور علنى لها خلال الحملة فى ويسكونسن فى ابريل الماضى ،أو جمل مقتبسة من خطب أخرى كما حدث فى كليفلاند.



صديقة قديمة لميلانى تقول «يقول البعض أن ميلانيا ذكية وأنهامتعلمة جيدا مثل جاكى كينيدى ولكنها ذكية فى الأشياء التى تهتم بها مثل المجوهرات...هى ليست حمقاء ولكنها ليست متميزة الذكاء»



وحتى لا نظلم ميلانيا تماما يجب الاشارة هنا إلى أنها عندما تزوجت ترامب قبل 18 عاما تزوجت رجل أعمال شديد الثراء ولم تخطر فكرة أن تصبح زوجة سياسى، وليس رئيس دولة، على بالها. وبالتالى عليها الكثير لتتعلمه فى المرحلة القادمة أو اختيار الحل الأسهل وهو أن تبقى فى الظل وتكتفى بما يثيره زوجها من جدل.