أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مرضى السرطان..أمل جديد فى الشفاء
25 يوليو 2016
سعاد طنطاوى

«حرك السكون» هو عنوان المبادرة التى تبنتها المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى وذلك للتنبيه من خطورة انتشار السرطان فى الجسم بعد استئصاله، والذى يطلق عليه «الانتشاري»- بعد ما اقتصر الاهتمام بالاكتشاف المبكر وإهمال متابعة انتشاره ولفت أنظار المجتمع والمعنيين فى الجهات العلاجية والصحية لخطورته.


الدكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومى للأورام جامعة القاهرة ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى يؤكد أن اكتشاف المرض مبكرا يكون علاجه بسيطا ونسبة شفائه أكبر بعكس الانتشاري، فعلاجه معقد ومكلف، ومصر فى مؤخرة البلاد التى تستخدم الأدوية المكملة فى علاج سرطان الثدى المنتشر والذى يعرف طبيا بالمرحلة الرابعة، وفى حالة الاكتشاف المبكر يسهل السيطرة عليه،لأنه من النادر أن تتم الإصابة بالسرطان الانتشارى من البداية.. ومع التقدم فى الأبحاث أصبحت هناك فرص للتعايش مع المرض فترة أطول، كما أنه يختلف من شخص لآخر بما فى ذلك طرق العلاج والنتائج المصاحبة للمرض، لذا أطلقت الجمعية مبادرة «حرك السكون» للتوعية بخطورة مرض سرطان الثدى الانتشارى بالتحديد بعد قصور الإعلام فى التوعية به.



دكتور تامر النحاس أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام يقول: الأمل كبير فى ظل تطور البحث العلمى والعقارات المناعية وتوافر أجهزة إشعاعية على مستوى تكنولوجى عال قليلة السلبيات فى مصر فى الفترة الأخيرة، ففى حالة التشخيص بإصابة الثدى والغدد الليمفاوية بالسرطان من الضرورى إجراء بعض الاختبارات للتحقق من انتشار المرض، خاصة إذا ظهرت أعراض مثل ضيق التنفس والسعال المزمن وفقدان الوزن، وهذه الاختبارات ثلاثية هى دلالات الأورام، والمسح الذري، والأشعة المقطعية.



وهناك بدائل كثيرة للعلاج مثل تناول العلاجات الموجهة أو الهرمونية عن طريق الفم لتفادى الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي، كذلك الرعاية الاجتماعية والدعم النفسى مهمان، كالتحدث مع المقربين حول المرض وعدم اخفائه فذلك مصدر راحة كبير واطمئنان للمريضة.. والأطفال يتمتعون بالذكاء والقدرة على الملاحظة لذا فإخفاء الأمر عليهم يجعلهم يتخوفون ويتخيلون ما هو أسوأ لذا يفضل إخبارهم بأسلوب صريح بل وإعطاؤهم الفرصة للمشاركة والدعم .



أجرت الجمعية بحثا استكشافيا لسرطان الثدى الانتشارى شاركت فيه 165 مريضة أكد نصفهن أن التواصل مع الأطباء يحسن من توقعاتهن تجاه المرض، فى حين شكت بعضهن ضيق وقت الأطباء، مما جعلهن يطلبن منهم التركيز على إحتياجات المريضة النفسية والعاطفية، وأعربت النسبة الأكبر من المتزوجات عن أن المرض أثر على علاقتهن الزوجية لدرجة أن بعض الأزواج هجروا المنزل مقابل قلة قليلة منهم كانوا سندا لزوجاتهم فى التغلب على المرض، وأعربن جميعا على أنه أثر سلبا على قدرتهن فى رعاية أسرهن.. كما أظهر البحث أن 70 % من المريضات ليست لديهن القدرة المالية على شراء الأدوية التى يصفها الطبيب وإن كانت الدولة توفر العلاج المناسب على نفقتها.. كشف البحث كذلك عن قصور الإعلام فى التوعية به ونقص المعلومات حول هذا النوع من المرض، والأغرب أن مواقع الإنترنت أصبحت لدى المثقفات مصدر المعلومة فماذا تفعل المرأة الريفية؟



د. عمرو شفيق أستاذ مساعد علاج الأورام بطب عين شمس يوضح أن: تثقيف المرضى والأطباء ضرورى للوصول إلى نتائج أفضل لتجنب المرض وتحديد نوع العلاج باختيار المريض وهو معمول به فى انجلترا بما يعرف بمفهوم جودة الحياة.



أما د. رأفت محفوظ أستاذ علاج الألم والرعاية التلطيفية يؤكد أن السيطرة على الألم ضرورية فى أى مرحلة، ومن الخطأ ترك المريض يتألم فلابد من رعاية تلطيفية تعطى للمريض فرصة أن يعيش حياة سعيدة بقدر الإمكان.



مى قبانى إخصائية نفسية تقول: لابد من التعامل مع المريضة بمفهوم الأمل بدلا من فقدان الأمل فى الشفاء وهو دور الاخصائى النفسى الذى يعطى التفاؤل، مع ممارسة الرياضة بعد استشارة الطبيب حتى لو اقتصرت على المشى للتخلص من التوتر، والتغذية الجيدة وممارسة الهوايات المحببة من أجل استعادة الثقة والاندماج مع الناس لأنه يغير الحالة المزاجية.



دكتورة نجلاء عبد الرازق.. أستاذ الأشعة بقصر العينى ومنتدبة للكشف المبكر عن المرض من قبل وزارة الصحة توضح أن الكشف الدورى يعنى شفاء كاملا من المرض بنسبة 100 % ويفضل عند سن الأربعين، أما لو هناك استعداد جينى للمرض فيبدأ عند الثلاثين، وذكرت أن حبوب منع الحمل والهرمونات والإكثار من اللحوم عوامل تزيد من المرض وأن فيتامين أ، د، ب يحسن من المناعة, مشيرة إلى أن وزارة الصحة توفر برنامجا قوميا لصحة المرأة من خلال الكشف المبكر المجانى «فحص الماموجرام»، تبدأ من 20 سنة بعد الكشف الذاتى وتليها 10 سيارات منتشرة بالجمهورية. وقالت إن على أى فتاة أو سيدة فحص ثديها جيدا «فحص ذاتي».