قرأت فى رأى الأهرام فى 1/4/2013، أنه ((من المفيد أن نسترشد بتجارب الدول الأخرى فى مجال الترشيد وأبرزها التوقيت الصيفى الذى بمقتضاه يبدأ الجميع أعمالهم ساعة واحدة مبكرا للاستفادة من الأنوار الطبيعية، بحيث يتم توفير الكهرباء، وتخفيف الأحمال، وأن الدول الأوروبية تعمل به لسنوات طويلة ولم نسمع من يطالب بالعدول عنه وهى دول غنية فما بالنا ونحن لدينا مشكلات اقتصادية، وعلينا أن نتمسك بالعمل بالتوقيت الصيفي))، وبالفعل أعيد العمل به فى 2014، ثم وافق 348 عضوا فى مجلس الشعب على القانون بنسبة 88% فى يناير 2016، ولكن للأسف خرجت أصوات تنادى بوقفه بدون مبرر أو سند سوى الهوى والمزاج الشخصي، متناسين الحقائق التالية:
1 ـ أن 88 دولة غنية ومتقدمة تطبقه من بينها دول عربية، وبجوارنا إسرائيل التى تطبقه 7 شهور فى السنة ولا نسمع صوتا واحدا هناك يطالب بإلغائه، لأنهم يعرفون فائدته جيدا.
2 ـ أن كثيرا من الجهات المختصة والأصوات الوطنية تنادى ببقاء التوقيت الصيفى مثل نقابة المهندسين (بيت الخبرة الفنية للشعب المصري)، والتى أعلنت أن قرار إلغاء التوقيت الصيفى غير صائب، لأنه يوفر 5% من الطاقة بما يعادل 1000 ميجاوات، أى إنتاج محطة كهرباء كاملة، وأيضا اتحاد الغرف التجارية الذى ناشد البرلمان بقاء التوقيت الصيفي.
3 ـ تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات بخصوص ترشيد الإنفاق والمرسل للجهات الرئاسية والمنشور فى الصحف فى 12/2014، جاء فيه ضرورة تطبيق التوقيت الصيفي.
4 ـ مع قرار وقفه بدأت الخسائر بالملايين فى الوقت الذى تدعو فيه الحكومة إلى ترشيد الإنفاق والمحافظة على كل جنيه لإنفاقه على الصحة والتعليم، ولوقف تناقص الاحتياطى النقدى للبلاد.
5 ـ أخيرا لنتذكر الحديث الشريف ((اللهم بارك لأمتى فى بكورها)).. فمن أين ستأتى البركة بدون بكور وشعب بأكمله ينام 3 ساعات بعد شروق الشمس بقرار جاء استجابة لأصوات الكسالى هواة السهر والنوم لما بعد الشروق؟!
د. محمد سليمان ـ السويس