أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
كفى مزايدة على مصر!
19 يوليو 2016
مرسى عطا الله

2- لعل أكثر ما يغيب عن الذين مازالوا يعيشون فى الماضى ويجترون شعارات ما قبل دوران عجلة عملية السلام «لا صلح.. لا تفاوض.. لا اعتراف» هو أن مصر رغم استردادها لكامل ترابها الوطنى فإن القضية الفلسطينية تشكل ملفا أساسيا ودائما فى كل تحركاتها السياسية.

ثم إنه يغيب عن الذين أثاروا ضجة بلا مبرر حول زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لاسرائيل أن مصر تمارس دورها المساند فى عملية السلام دون أن تتورط فى فرض رؤيتها على أحد كما أنها لا تطالب أحدا بانتهاج إطار تكتيكى محدد لأنها تؤمن بحق كل طرف فى بلوغ أهدافه بالطريقة التى يراها ويرتاح إلى نتائجها.. لقد غاب عن هؤلاء المزايدين تلك القدرة الفذة لمصر على إحداث المواءمة الصحيحة بين استمرار التزامها بدورها تجاه الحقوق الفلسطينية المشروعة وبين استمرار التزامها بنص وروح اتفاقية السلام التى وقعتها مع إسرائيل دون أن يشكل ذلك قيدا يتعارض مع المصلحة المصرية أو الالتزامات القومية.

ومن يراجع بدقة وأمانة مسارات الحركة المتعددة للدبلوماسية المصرية يستطيع أن يرى بوضوح كيف أن الاستراتيجية المصرية تقوم على مبدأ أساسى هو التمسك بالسلام العادل والدائم.

إن عظمة وعبقرية الدور المصرى لم تنشأ من فراغ وإنما هى نتاج فهم صحيح واستيعاب دقيق للمكانة الجغرافية والدروس التاريخية والوزن التأثيرى وبما يوفر القدرة على بناء استراتيجية ثابتة ودائمة لا تتأثر بأى متغيرات!

وهذا هو سر استمرار التفاف شعب مصر حول هذا الدور "الناضج"... وهو أيضا سر استمرار رهان القوى الرشيدة فى العالم العربى على مصر لكى تظل متربعة على مقعد الريادة لأمتها... وبالتالى فلا مجال للمزايدة على مصر أو وزير خارجيتها!

خير الكلام:

<< أخطر ما يهدد ذاكرة الأمة.. نسيان الأخطار ونكران الفضل!