أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
نهاية أردوغان اقتربت
17 يوليو 2016
أحمد موسي


ما حدث فى تركيا هو بداية سقوط النظام الراديكالى للعدالة والتنمية برئاسة أردوغان والذى ظهر أمام العالم بالمهزوم والمهزوز وفاقد السيطرة على زمام الأمور، بعد أن قام ضده الجيش بعملية خاطفة ومباغتة هى الأولى التى تحدث منذ توليه المسئولية ولن تكون الأخيرة بطبيعة الحال.



تركيا قد تشهد حربا أهلية بعد حدوث انقسامات فى الجيش التركى وصدور تعليمات بإسقاط أى طائرة تابعة لمعارضى النظام وهو ما يعنى تقسيم الجيش بين مؤيد ومعارض وهذا مكمن الخطر الذى يواجه أردوغان والذى سوف ينتقم من كل الذين شاركوا فى العملية الثورية السريعة وسوف يلجأ لكل الإجراءات القانونية وغيرها، وسنشهد إعدامات بالجملة فى صفوف رجال الجيش من كل الرتب.



مرت الساعات على أردوغان وأعوانه كالدهر فى ظل الإعلان عن تولى الجيش السلطة ووقف بث العديد من القنوات الفضائية وطرد مسئولى الحزب الحاكم من المقار ونشر آليات الجيش فى الشوارع وحول المقار الرسمية والمطارات وقصر الحكم، ولم يجد أردوغان أمامه سوى مخاطبة العالم إلا من خلال سكايب بعد فقده السيطرة على وسائل الإعلام الرسمية.



سوف يقوم أردوغان بعملية انتقام لبسط سيطرته الكاملة على الجيش لضمان الولاء له وعدم تكرار ماجرى مساء الجمعة، ستكون الأيام القليلة المقبلة صعبة على الوضع فى تركيا ، فى حالة عودة أردوغان الذى كان قاب قوسين أو أدنى من الاعتقال وإنهاء حكم دعمه الإرهاب الدولي، ليسيطر من جديد على الأوضاع سيقتص من الجميع على كل المستويات حتى المواطنين الذين خرجوا لمساندة حركة الجيش.



سواء استمر نظام العدالة والتنمية فى الحكم أو انتهي، فإن تركيا لن تكون نفسها قبل حركة الجيش، ستصبح بلدا غير مستقر ولن يكون صالحا للسياحة والاستثمار على مدى الفترة المقبلة نظرا للقلاقل والاضطرابات والتفجيرات نتيجة لتداعيات ليلة الجمعة، يحاول أردوغان الذى ظهر وحيدا دون قادة الجيش أو رجال الأمن وأحاط به حاشيته من حزبه فقط داخل قاعة الضيافة فى مطار أتاتورك أن يعطى رسالة للعالم بأنه يمسك بزمام الأمور كاملة، لكن ما حدث جعله يدفع مؤيديه لمواجهة الجيش وتقديم الناس قرابين للدفاع عن شرعيته المنقوصة.