أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
ورد وياسمين..والتحدى
12 يوليو 2016
تكتبها ــ آمـال بكيــر

على مسرح الشباب بالمنيل قدم مجموعة من الفنانين من ذوى القدرات الخاصة عرضا بعد أن أتاح لهم مدير المسرح أسامة رؤوف الفرصة لتقديم إبداعهم.


الفرقة تديرها نجلاء فوزى لتقدم الفرصة لهؤلاء الشباب مثل كل الأصحاء الذين يعرضون على هذا المسرح.. وقد أدوا تمثيلا ورقصا فى عمل بعنوان “ورد وياسمين”.



أتابع العرض وأكاد لا أصدق نفسى.. كيف يمكن لهذا الشباب ومنهم على سبيل المثال الصم.. كيف تسير خطواتهم الراقصة بالضبط مع إيقاع الموسيقى؟ وكيف لمن يمتلك إعاقة حركية أن يؤدى هذه الحركات الصعبة؟ كيف للفتاة قصيرة القامة أن تتحدى الجميع وتقدم نيابة عنهم مضمون النص؟



علامات تعجب مع الإعجاب بهذا العمل.. النص يقول إن عددا منهم يعانى فى تعيين نسبة 5% منهم فى الوظائف.. كيف يمكن عدم إجراء كشف طبى لراغبى الزواج أن يحصلوا على طفل غير مكتمل؟



وهكذا أكثر من سؤال يوجهه هذا النص مخاطبا المتفرج من خلال العرضاذى أخرجه شريف فتحى.



الاستعراضات الراقصة أجدها صعبة.. بل بالغة الصعوبة وتؤديها الفتيات مع الشباب بمنتهى الحرفية لو جاز التعبير.. لم يتعثر فنان واحد منهم.. لم يخطئ اى منهم فى أداء المطلوب منه وهو فى الواقع ليس سهلا ، ليس على ذوى القدرات الخاصة فقط ولكن أيضا على الشباب العادى.



وأعود بالذاكرة لسنوات طويلة مضت لأسخر من بعض المسرحيات التى قدمها المسرح المصرى الخاص بالذات عندما كان الشاب ذو القدرات الخاصة مجالا للسخرية والإضحاك.. أتذكر أن القصير كان مخصصا لإضحاك الجمهور.. أتذكر ذوى الإعاقات المختلفة وكيف كان المسرح يقدمهم بصورة غير إنسانية، فأستشعر منتهى السعادة أن الوضع الحالى أعاد لهم مكانتهم وأعاد لهم بعضا من حقوقهم حتى أنهم يشاركون حاليا فى أولمبياد الألعاب الرياضية الخاصة بهم.. وبالنسبة لمصر أجد أنها باستمرار تحصل على ميداليات عديدة بين الدول المختلفة.



إنه دور المسرح الحقيقى كما يقدم متعة الفرجة والضحك.. يقدم العبرة والنص الذى يدعو إلى الإنتاج وإلى التحلى بالأخلاق.



دور المسرح هنا هو ان يقدم العظة ويقدم لذوى الإعاقة بعضا من حقه.. المسرح كانت الجماهير تحتل كل مقاعده تقريبا وما أكد سعادتى بهذا العرض هو أن يصفيق الجمهور لهذا الشباب وهم واقفون تقديرا واحتراما.