بينما تستعد الأسرة لقضاء إجازة الصيف فى إحدى القرى السياحية تقرر ابنتهم العمل فى فترة الصيف، وترفض الأم لأنها مازالت صغيرة وتبرر ذلك بأنها قد تواجه مشكلات متعددة فى سوق العمل
وتقول: اعندما لا تجدين طعامك ومصروفك اليومى اخرجى للعمل«، و بينما يختلف الأب معها ويشجع ابنته لأن العمل يكسبها المعرفة ويوسع آفاق ذهنها ومداركها ويساعد على تنمية شخصيتها وتحمل المسئولية وتذوق طعم الكفاح مبكرا. وتتصاعد المناقشات بين المؤيد والمعارض فى المنزل ومنها لماذا تعمل ابنتى وهى لا ينقصها شىء وإنما تحتاج الى الراحة من مجهود الدراسة والاستعداد لام دراسى جديد، وكذلك الاستمتاع بالإجازة.
وللعلم رأى فى هذا الشأن.. هل عمل الأبناء فى سن مبكرة صحى؟ يقول د.أحمد الشريف خبير الإرشاد الأسرى والتربوى وتعديل السلوك فى ذلك: إنه من سمات انتقال الأبناء من مرحلة الطفولة الى المراهقة الرغبة فى التميز والاستقلال التدريجى عن الأسرة، مما يشعر الأم بالخوف على أبنائها. ومن هنا ينصح الآباء بالسماح لأبنائهم فى وضع برنامج الإجازة الصيفية سواء فى اختيار المصيف أو رغبتهم فى العمل حتى لا يشعروا بأنهم مجرد منفذين لما يريده الآباء منهم، وخاصة عندما يكون فى مرحلة المراهقة.
غياب ثقافة العمل
ولكن للأسف المشكلة تكمن فى بعض الأبناء الذين يرفضون العمل فى العطلة الصيفية لأن معظمهم تربى على الاعتماد على الأبوين، خصوصا خلال فترة التعليم، ويصرون على أنه من واجب الأب الإنفاق عليهم، ويرجع ذلك بسبب غياب «ثقافة العمل» لأن العمل ليس غاية فى حد ذاته بل مجرد وسيلة لكسب المال ويستدل على ذلك برغبة الشباب التمتع بتضييع الوقت وعدم قبول فكرة العمل التطوعى الذى يساعد على تنمية الجانب الإنسانى والاجتماعى لديهم.
ومن هنا ينصح د. أحمد الآباء بتعويد أبنائهم على تقبل فكرة العمل منذ الطفولة كالاعتناء بالمنزل والمساعدة فى تنظيف الشارع وغرس شجرة واحده أمام المنزل وكلها أمور بسيطة تنمى لدى الطفل حب العمل، وبالتالى فلا يجد صعوبة فى التأقلم مع أى مهمة فى المستقبل. كما ينصح بتشجيع الأبناء على دخول سوق العمل إذا سمحت لهم الظروف لذلك حتى يستطيعوا اكتساب القدرة على تحمل المسئولية وتذوق طعم الكفاح مبكرا، ولكن بشروط عدم الاستغلال لهم أو أداء عمل يؤثر على صحتهم ونموهم البدنى أو العقلى، وألا يتم السماح لهم بالعمل قبل بلوغهم السن المناسبة ـ أكبر من 18 عاما ـ وأن يتم الالتحاق بالعمل بأسلوب تدريجى حيث يبدأ من عدد ساعات محددة يوميا، ولمدة ثلاثة أيام أسبوعيا فى مقابل الحصول على عائد مادى يتناسب مع طبيعة العمل، وإذا كان العمل تطوعيا يجب أن يحصل على مقابل من الوالدين سواء بالثناء او بمقابل مادى على شكل هدية رمزية مثل كتاب لتشجيع الأبناء على القراءة فى وقت الفراغ لدورها فى بناء شخصيتهم وتنمية ثقافتهم.
استمرار المصروف
وينبه د.أحمد بأنه يجب المحافظة على العلاقة بين الأبناء والآباء من خلال الحالة النفسية والاستقرار بينهم لأنه من الأخطاء الشائعة بمجرد عمل الإبن وحصوله على الراتب يتم حرمانه من المصروف الذى يحصل عليه من الأب - كالمصروف الشخصى أو لشراء مستلزماته- مما يؤثر على العلاقة بينهما. مع مراعاة شكل العلاقة داخل الأسرة مثل تناول إحدى الوجبات فى اليوم معا والاهتمام بترتيب أدواته الشخصية ووضع حد أقصى للوقت حيث لا يتأخر خارج المنزل مساء والتواصل معا عند العودة من العمل وأن يكون أساس الحوار الثقة والصدق والوضوح.