أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مصر بخير
8 يوليو 2016

مصر بخير، فلا يكاد المرء يزور أى مكان إلا ويجد فيه نماذج لأعمال الخير التى يسهم فيها أناس لا يبغون بها إلا وجه الله، ولا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا، وقد كنت على موعد مع افتتاح عمل رائع وجليل، هو مستشفى أورام الأقصر، حيث دعانى المهندس حسام القبانى رئيس مجلس إدارة دار الأورمان للمشاركة فى افتتاح المستشفي، وعندما وصلت إلى مقره بالأقصر وجدته من طراز خاص ويضاهى اكبر المستشفيات فى العالم


وتفقدت مع الزائرين أرجاءه، وتوقفت أمام أحدث الأجهزة التى استقدمتها دار الأورمان لعلاج المرضي، وكم من أجنحة فى تخصصات دقيقة لعلاج الأورام مررت بها، وقد سجلت عليها أسماء المتبرعين بها من شركات وافراد.. حقيقى شيء مفرح ان يكون فى صعيد مصر صرح طبى بهذا المستوي، وزاد من سعادتى أننى عرفت أن المستشفى مجهز لعلاج الأورام المتوطنة فى تلك المنطقة، إذ تختلف طبيعة الأورام من مكان إلى آخر، ولمست الفرحة فى عيون المرضى الذين حرص المهندس القبانى على دعوتهم للمشاركة فى افتتاح المتسشفي، وكانت كلمات الدكتور حسين شكرى مدير المستشفى بردا وسلاما على الحاضرين من مختلف الأطياف ومنهم رجال أعمال، ومشاهير فى الفن والرياضة، وتدفقت التبرعات فهذه سيدة أسهمت بخمسين مليون جنيه، وذاك رجل أعمال اتصل من الخارج وأرسل شيكا بعشرين مليون جنيه، إلى جانب التبرعات التى انهالت من جميع المواطنين وكلهم أمل فى غد خال من الأورام فى صعيد مصر.

ولعل الموقف الغريب الذى لم أجد له تفسيرا هو رفض الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة الدعوة للمشاركة فى الافتتاح قائلا إن عدد الأسرة قليل وأن هناك مستشفيات أخرى بها آلاف الأسرة، فلم أفهم مايقصده الوزير، إذ إن المسئولية تحتم عليه ان يتابع كل كبيرة وصغيرة تخص الصحة فى كل أنحاء مصر، ثم هل يعقل أن يحضر الافتتاح المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات الكبرى وغادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، ويثنيان على المستشفى ويعلنان دعمهما له، ولا يحضر وزير الصحة الذى من المفترض أن يكون أول المشاركين فى افتتاحه؟ ثم إنها ليست المرة الأولى التى يرفض فيها الوزير افتتاح مشروع جديد فى مستشفى خيري، ولو أدرك مسئوليته حقا لسعى إلى زيارة كل وحدة صغيرة تقدم خدمة صحية فى مصر، فهكذا يدرك المسئول عبء مسئوليته، ويتابع عمله، وبالطبع فإن كل ذلك يموت بمرور الوقت إذ ليست هناك محاسبة ولا مساءلة لمن يقصر فى أداء عمله.. مرة أخرى أحيى المهندس حسام القباني، وأقدم التهنئة له على هذا الصرح الطبى الكبير وأثنى على مشاركة دار الأورمان فى أعمال الخير، وسبق أن ساعدنا فى دعم مستشفى رمد طنطا بجهاز طبى ثمنه ستمائة ألف جنيه وتمكنا بمساهمات أهل الخير من شراء أجهزة يصل ثمنها إلى ثلاثة ملايين جنيه، ووعدنا بتدعيم أى جهات تلجأ إلينا طلبا لأجهزة طبية.. إنه عمل الخير الذى لا يتوقف على أحد، ولا يعتمد على مسئول، وكل عام وأنتم بخير.