أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الاختيار الصعب
8 يوليو 2016

أنا رجل فى سن الأربعين، نشأت فى اسرة متوسطة، وتخرجت فى كلية الحقوق و بدأت حياتى العملية، وبحثت عن فتاة من عائلة طيبة لأقترن بها، و نكون معا أسرة سعيدة، ووجدتها بنفس الصفات التى تمنيتها، وتزوجنا منذ ست سنوات فى ليلة من أجمل ليالى العمر، ورزقنا الله بعد سنة ونصف السنة ببنت، ثم بولد منذ سنتين، وأصبحا قرة أعيننا


إلا أن السعادة دائما لا تكتمل فبعد ولادة إبننا بشهرين إكتشفنا إصابة زوجتى بالمرض اللعين، وقرر الأطباء بعد إجراء التحاليل و الفحوص اجراء جراحة سريعة لاستئصال المنطقة المصابة، وتمت العملية بنجاح، وبدأنا مرحلة العلاج بالإشعاع، ثم كانت اول جلسة للعلاج الكيماوى، وكان القدر رحيما بها، حيث لقيت وجه ربها، وعشت أسوأ يوم فى حياتى، بعد اليوم الذى ماتت فيه أمى، وبكيتها كثيرا، فلقد كانت نعم الزوجة، وقلما يجود الزمان بمثلها.



لقد مر على رحيلها عام ونصف العام، وكلما ذكرها أحد أمامى، تتجدد أحزانى برغم أننى مؤمن بقضاء الله، الذى لا راد لقضائه، وقد أفقت أخيرا على العذاب الذى يعيشه طفلاى، فجدتهما لأمهما وخالتهما هما اللتان تقومان على رعايتهما، وبدأ الحديث معى عن ارتباطى بزوجة تكون أما لابنى وابنتى، وكان الاختيار الأول والعقلانى هى الخالة، إذ أنها الأولى برعاية ابنى أختها، وفارق السن بيننا يتجاوز عشر سنوات، وكما توقعت، فقد رفضت رفضا مطلقا برغم ترحيب العائلتين.



المشكلة أننى أريد زوجة متعلمة تعليما عاليا، ومن أصل طيب، أرملة أو مطلقة، تتفرغ لشئوننا، وتتقى الله فى إبنى وابنتى، لكن هناك عدد من أهلى يرون أن اتزوج من أى امراة بحجة أنه لن توجد من ترضى بظروفى فهل ما طلبته من شروط فيمن أتزوجها مبالغ فيها ؟



ولكاتب هذه الرسالة أقول:







أهم شرط للزواج الناجح هو القبول من الطرفين، فإذا أجبرت فتاة أو سيدة على الإرتباط بشخص لا تراه مناسبا لها، فسوف تنهار حياتهما بسرعة، لعدم وجود السكن والمودة بينهما، ولذلك فإن عدم قبول شقيقة زوجتك الراحلة بك زوجا لها، هو قرار صحيح، وأحسب أن الأمر نفسه ينبغى أن تأخذ به، فلا تتزوج إلا بمن ترتاح إليها، وتلبى شروطك، مع الأخذ فى الاعتبار أن المؤهل العالى الذى تضعه شرطا للزواج، ليس هو كل شىء، فقد تكون هناك فتاة حاصلة على مؤهل متوسط، وأكثر ثقافة واطلاعا من أخرى تحمل الصفات نفسها وحاصلة على مؤهل عال.



انظر إلى الأمور نظرة عقلانية، وتريث فى الاختيار، وسوف تلتقى بمن تأنس بها وتسعدك وترعى طفليك حين يأذن الله.