أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
بأقلامهم..يا ليتنى كنت مع المعاقين
28 يونيو 2016
إبراهيم عمارة

أضاف المصريون وجها جديدا لإنفاق زكاتهم وصدقاتهم وذلك بالتصدق على ذوى الإعاقة حيث يحكى عدد كبير من أصدقائنا المعاقين تجارب حدثت لهم عندما يسيرون فى الطرقات تنهال عليهم الأموال أو حتى فى أثناء ركوب المترو أو سيارات النقل العام ولا يكتفون بمجرد إعطاء الشخص المعاق الحسنة إنما أحيانا يصرون على أن يدفعوا للمعاق أجرة ركوب السيارة أو التاكسى غير عابئين بجهاز الأيفون أو اللابتوب الذى يحمله الشخص المعاق, وأشياء كثيرة ومواقف يندى لها الجبين تثير غضب ومشاعر قطاع كبير من ذوى الإعاقة كما تسيء لأسرهم وأزواجهم عندما يرون تلك المشاهد.


والحقيقة أنى لا أمانع أن يتم إنفاق الصدقات على الفقراء والمساكين من ذوى الإعاقة شأنهم فى ذلك شأن الأشخاص غير المعاقين ولكن ما نرفضه جميعا أن نقرن الإعاقة بالعوز والفقر ولو غضضنا الطرف عن تلك الظاهرة الغريبة فإننا سنزيد من النظرة المتدنية للمعاقين ولكن كل ما ينبغى على الشخص الذى يتصدق بصدقة أن يتحرى مدى أحقية هذا الشخص لهذه الصدقة وليضرب بعرض الحائط كل كلمات الاستعطاف والشفقة التى تنطلق من أفواه أشخاص مدعين للإعاقة ولا ينتمون لمجتمع الإعاقة لا من قريب ولا من بعيد ولا يعرفون من الإعاقة إلا كونها مهنة مربحة تدر عليهم عائدا جيدا، وعلينا أن نتحرى مصارف الزكاة الحقيقية التى نص عليها القرآن بأن تكون للفقراء والمساكين والعاملين عليها وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل، ولم يذكر القرآن الإنفاق على ذوى الإعاقة بسبب إعاقته.



وعليك عزيزى المخدوع أن تلقى نظرة على الشخص المعاق الذى تعطيه صدقة وإذا كان هذا الشخص يستحق فأعطيه وإذا قبل الصدقة فامنحها له بدلا من أن تعطى أى شخص معاق تقابله فى طريقك حتى لا يكون ذوو الإعاقة فى المستقبل سلة تطهير ذنوب العصاة والمذنبين أو وسيلة جديدة لغسيل أموال المفسدين وكونوا مع المعاقين أيدوهم وساعدوهم ليلتمسوا طريقهم فى الشوارع ودعموهم معنويا بدلا من أن تحطموهم نفسيا ونستيقظ فى يوم من الأيام فنرى مجتمعا بلا معاقين لأننا ساعتها سنحيى مع معاقين ممثلين ممتهنين لمهنة الإعاقة.