أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
سمير فؤاد.. فنان حقق أسطورته الذاتية
22 يونيو 2016
نجوى العشرى

(سمير فؤاد) هو عنوان أحدث كتاب للناقدة التشكيلية والكاتبة الصحفية فاطمة على والذى تتناول فيه بالنقد والتحليل المراحل الفنية والمفاهيم والأعمال التى أبدعها الفنان التشكيلى سمير فؤاد الذى نحتفل حالياً بعامه السبعين والذى يواصل فيه عمله الفنى وإبداعاته ومشروعاته الفنية بنفس الحماس والحيوية التى عهدناها فى أعماله، كما أنه لا يزال – كما تختتم المؤلفة كتابها عنه- فى مخيلته الكثير من الأفكار والرؤي، وهو يعتقد أن أعظم مشروعاته الفنية مازالت لم تر النور بعد.


هذا الكتاب يسد فراغاً فى المكتبة التشكيلية ويعد إضافة إلى ذاكرة الفن التشكيلى والكتب التى تتناول السيرة الذاتية وتوثق للمراحل الفنية لرواد المبدعين.

الكتاب الذى بين أيدينا صدرت طبعته الأولى فى يناير 2016 عن دار الشروق فى نحو 200 صفحة من الورق الفاخر المزود بصور لأعمال الفنان وبعض الصور الخاصة بأسرة الفنان وأثناء افتتاح بعض معارضه.

والمؤلفة هى الناقدة الفنية فاطمة على التى تعتبر من ألمع الأسماء فى عالم نقد الفن التشكيلى بالعالم العربى والتى نطالع مقالاتها النقدية بصفحة تحررها بجريدة (القاهرة) التى تصدرها وزارة الثقافة.

وتبدأ المؤلفة كتابها بفصل عنونته بعبارة (الأسطورة الذاتية) وهى تعبير للأديب باولو كويلو فى رائعته (ساحر الصحراء) يقصد بها الهدف الذى يطمح إليه كل منا فى شرخ الشباب غير أن هناك قوى غامضة تحاول أن تصرفه عن تحقيق أسطورته الذاتية وتضع أمامه كل أنواع العقبات لكن الرغبة الحقيقية لمن يريد أن يحقق ذاته تصبح جزءاً من روح العالم الذى يعتبر جزءاً منه، وهذا ما ينطبق على الفنان الكبير سمير فؤاد وهو ما ندركه من التفاصيل التى تذكرها المؤلفة حول معرفته منذ صغره لأسطورته الذاتية التى اعتبر تحقيقها التزاماً، ومع أن هناك علامات مبكرة على أن فكرة الفن التشكيلى كانت محور حياته، إلا أن هناك عقبات اعترضته لسنوات طويلة وأبعدته عن تحقيق هدفه حتى استطاع بالمثابرة والإصرار أن يفجر ثورة بركان فنه التى تأخرت كثيراً، لكنه قدم إبداعات كثيرة نالت إعجاب وتقدير نقاد كبار من أمثال بيكار وحسن سليمان، وهو ما ندركه من قراءتنا الكتاب وخاصة الفصل الأخير حول السيرة الذاتية للفنان والذى ولد فى ضاحية مصر الجديدة (هليوبوليس) فى 9 يونيو 1944 وكان والده محمد فؤاد إبراهيم مفتشا عاما بوزارة المعارض العمومية (التى أصبحت وزارة التربية والتعليم بعد ثورة 23 يوليو 1952)، وكان والده من خريجى مدرسة الفنون والصنائع قسم الزخرفة، ودرس التصوير فى مدرسة ليوناردو دافنشى على يد المصور الإيطالى فورتشيلا وكان صديقا للفنان يوسف كامل.

تأثر سمير فؤاد أيضا بضاحية مصر الجديدة وتركيبتها المعمارية وتصميمات مبانيها الإيطالية والمصرية والبلجيكية والهندية والإسلامية. وكان أول تشجيع لفناننا ورسومه فى مجلة صباح الخير عندما أعجب صلاح جاهين وحجازى وحسن فؤاد برسومه وتحمسوا له ونشروا رسومه فى صفحة (نادى الفنانين) بالمجلة لكنه لم يواظب على إرسالها، ربما خوفاً من والده الذى كان يرفض أن يلهيه فنه عن دراسته، وإن كان يتركه يمارس هوايته فى الإجازة الصيفية والعجيب أن أول ناقد فنى لرسوم سمير فؤاد كان المفكر الكبير عباس محمود العقاد وذلك عندما عرض بعضها عليه فى صالون العقاد فى صيف 1960.

وكان لمعارضة والد سمير فؤاد لدخوله كلية الفنون الجميلة دور فى إلحاقه بكلية الهندسة بجامعة القاهرة ، لكن بعد عامين من دراسته بها فى 1963 نال المركز الأول فى مسابقة فنية بين الجامعات بلوحة زيتية رسمها لبواب المنزل.

ثم تتناول المؤلفة لوحات الفنان وتقسمها إلى تصنيفات حسب تحليلها النقدي.



الكتاب : سمير فؤاد

المؤلف : فاطمة علي

الناشر : دار الشروق 2016