ذكر بعض المقربين من البطل الأسطوري محمد علي كلاي أنه ظل نحو10 سنوات وهو يخطط لمراسم تشييع جنازته, بعد أن ألم به مرضه العضال الأخير, حيث كان يريد الجنازة ويتصورها, وهي تجمع في رحابها ممثلي الأديان السماوية الثلاث, هذا بخلاف البعض ممن يدينون بعقائد أخري كالبوذية وغيرها.وبالفعل تحقق ما كان يأمله ويسعي إليه, فقد حضر مراسم الجنازة الآلاف من بينهم المسلم والمسيحي واليهودي, وقيادات حالية وسابقة من مختلف الدول ولعل أبرز الحاضرين, كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون, والملك عبد الله الثاني ملك الأردن, والرئيس التركي رجب طيب أردوغان, والقيت في هذه المناسبة كلمات الرثاء( ومن بينها كلمة الإمام المسلم, والحاخام اليهودي, الرئيس السابق المسيحي وغيرهم) وكانت الكلمات كلها تشيد بعظمة محمد علي كبطل, وبإيمانه وتمسكه بمبادئه, وعمق تأثيره في الآخرين, وبشدة حرصه علي حق الانسان في حريته وعقيدته. ولا أدري ما الذي جعلني في التو أتذكر( مع الفارق), بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات, ودعوته إلي اقامة مجمع الأديان, الذي كان يعد بالنسبة له, حلما يسعي إلي تحقيقه, واقامته في سانت كاترين بجنوب سيناء, ومما يجدر ذكره في هذا الشأن, رسالة شديدة البلاغة, عميقة المغزي والتأثير, بعيدة المدي والنظر, بعث بها رحمه الله يوم6 أغسطس1980, وهو يتحدث من سيناء يقول فيها عالمنا الآن, وما يدور فيه من أحداث, أشد ما يكون حاجة إلي رمز يذكرنا بوحدة المصير الانساني ووحدة الرسالات السماوية, وإلي مشهد يجسد مفهوم الإخاء بين جميع المؤمنين بالأديان الإبراهيمية الثلاثة. وكم يكون هذا الأمر مفيدا وناجحا إذا تبنته الدولة بعزم وفاعلية, ودعت رجال الأعمال إلي المشاركة في إقامته, وأيضا رجال الإعلان الوطنيين للدعوة إليه في الداخل والخارج, وفتح باب التبرعات له( واعتقد أن من أوائل من سيرحبون بإحياء المشروع الدكتور علي السمان, لقناعته وإيمانه ـ علي حد علمي بفكرة تنفيذه وجدواه, كتحد لوحشية التطرف الديني الإرهابي البغيض, الذي تمتد براثنه في زمننا الحاضر إلي العديد من دول العالم, هذا من جهة, ومن جهة أخري العمل علي تنمية روح المحبة والتسامح بين البشر, وبالإضافة إلي ذلك أنه سيكون تحقيقا لحلم الرئيس الراحل السادات, الذي بقراره التاريخي الجريء المبهر عام1973, وبتضحيات أبناء مصر الشرفاء, أعاد لمصر عزتها وكرامتها.
جلال إبراهيم عبد الهادي ـ مصر الجديدة