أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
حلم السادات
13 يونيو 2016

ذكر بعض المقربين من البطل الأسطوري محمد علي كلاي أنه ظل نحو‏10‏ سنوات وهو يخطط لمراسم تشييع جنازته‏,‏ بعد أن ألم به مرضه العضال الأخير‏,‏ حيث كان يريد الجنازة ويتصورها‏,‏ وهي تجمع في رحابها ممثلي الأديان السماوية الثلاث‏,‏ هذا بخلاف البعض ممن يدينون بعقائد أخري كالبوذية وغيرها‏.‏وبالفعل تحقق ما كان يأمله ويسعي إليه‏,‏ فقد حضر مراسم الجنازة الآلاف من بينهم المسلم والمسيحي واليهودي‏,‏ وقيادات حالية وسابقة من مختلف الدول ولعل أبرز الحاضرين‏,‏ كان الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون‏,‏ والملك عبد الله الثاني ملك الأردن‏,‏ والرئيس التركي رجب طيب أردوغان‏,‏ والقيت في هذه المناسبة كلمات الرثاء‏(‏ ومن بينها كلمة الإمام المسلم‏,‏ والحاخام اليهودي‏,‏ الرئيس السابق المسيحي وغيرهم‏)‏ وكانت الكلمات كلها تشيد بعظمة محمد علي كبطل‏,‏ وبإيمانه وتمسكه بمبادئه‏,‏ وعمق تأثيره في الآخرين‏,‏ وبشدة حرصه علي حق الانسان في حريته وعقيدته‏.‏ ولا أدري ما الذي جعلني في التو أتذكر‏(‏ مع الفارق‏),‏ بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات‏,‏ ودعوته إلي اقامة مجمع الأديان‏,‏ الذي كان يعد بالنسبة له‏,‏ حلما يسعي إلي تحقيقه‏,‏ واقامته في سانت كاترين بجنوب سيناء‏,‏ ومما يجدر ذكره في هذا الشأن‏,‏ رسالة شديدة البلاغة‏,‏ عميقة المغزي والتأثير‏,‏ بعيدة المدي والنظر‏,‏ بعث بها رحمه الله يوم‏6‏ أغسطس‏1980,‏ وهو يتحدث من سيناء يقول فيها عالمنا الآن‏,‏ وما يدور فيه من أحداث‏,‏ أشد ما يكون حاجة إلي رمز يذكرنا بوحدة المصير الانساني ووحدة الرسالات السماوية‏,‏ وإلي مشهد يجسد مفهوم الإخاء بين جميع المؤمنين بالأديان الإبراهيمية الثلاثة‏.‏ وكم يكون هذا الأمر مفيدا وناجحا إذا تبنته الدولة بعزم وفاعلية‏,‏ ودعت رجال الأعمال إلي المشاركة في إقامته‏,‏ وأيضا رجال الإعلان الوطنيين للدعوة إليه في الداخل والخارج‏,‏ وفتح باب التبرعات له‏(‏ واعتقد أن من أوائل من سيرحبون بإحياء المشروع الدكتور علي السمان‏,‏ لقناعته وإيمانه ـ علي حد علمي بفكرة تنفيذه وجدواه‏,‏ كتحد لوحشية التطرف الديني الإرهابي البغيض‏,‏ الذي تمتد براثنه في زمننا الحاضر إلي العديد من دول العالم‏,‏ هذا من جهة‏,‏ ومن جهة أخري العمل علي تنمية روح المحبة والتسامح بين البشر‏,‏ وبالإضافة إلي ذلك أنه سيكون تحقيقا لحلم الرئيس الراحل السادات‏,‏ الذي بقراره التاريخي الجريء المبهر عام‏1973,‏ وبتضحيات أبناء مصر الشرفاء‏,‏ أعاد لمصر عزتها وكرامتها‏.‏
جلال إبراهيم عبد الهادي ـ مصر الجديدة