رمضان فى آسيا.. « بدوق» و « محيا» و « مساجد جديدة »
تدور الأيام ويأتى الشهر الفضيل والمسلمون فى شوق لطقوسه وعاداته، وتختلف الشعوب الاسلامية فى ممارسة هذه الطقوس.
وأهم ما يميز شعوب آسيا حرصهم الشديد على تأدية فريضة الصوم على أكمل وجه و التفنن فى نشر روح البهجة والاحتفال والقيام بالأعمال الخيرية.
فى تايلاند، حيث يمثل المسلمون ثلث المجتمع، من أهم تقاليدهم فى الشهر الكريم، افتتاح مسجد جديد فى كل مدينة وقرية، حتى لو كان المسجد صغيرا ومتواضع البناء، وتسعى كل قرية ومدينة طوال العام إلى جمع الأموال حسب إمكانات كل أسرة لبناء المسجد الجديد الذى يفتتح فى شهر رمضان، ويحرص معظم الأشخاص على المشاركة بأنفسهم فى بناء هذه المساجد أيا كان نوع العمل. و من العادات الأخرى، ذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة فى اليوم الأول من الشهر الكريم احتفالا بقدومه، وحتى الأسر الفقيرة تذبح أحد الطيور.
وفى أندونيسيا يستقبلون الشهر المبارك بقرع الطبول التقليدية المعروفة باسم «البدوق »، حيث تجوب الشوارع شاحنات صغيرة تحمل « البدوق »، ويقوم الأطفال والشباب بقرعها للاحتفال، كما تقرع هذه الطبول قبيل أذان المغرب مباشرة إيذانا بحلول موعد الإفطار وتعتبر هذه الطبول رمزا للشهر الكريم فى إندونيسيا، كما تغلق المطاعم والمقاهى أبوابها فى نهار رمضان كما تغلق النوادى الليلية خلال الشهر كمظهر من مظاهر الاحترام.
وفى الفلبين، التى تضم نحو 13مليون مسلم، تتجلى الطقوس بها داخل رحاب أشهر مساجد الفلبين، وهو مسجد ديماوكوم، أو المسجد الوردي، ويتجمع فيه المسلمون كبارا وصغارا يرتدون الملابس الوردية ويجلس الأطفال فى حلقات لقراءة القرآن.
وفى الصين، وبها ٢٠ مليون مسلم، يسمى شهر رمضان « باتشاي» ويقومون خلاله بتنشيط جهود التوعية الدينية المتعلقة بالصوم وآدابه ، كما يبدأ الدعاة وأئمة المساجد فى إلقاء دروس حول تعاليم القرآن والسنة النبوية، كما يحرص الجميع على تقديم المأكولات والحلويات لجيرانهم.
أما فى باكستان، فلهم تقليد غريب يميزهم، حيث يتزايد إقبال سكان مدينة بيشاور الباكستانية، على لعبة حرب البيض المسلوق، التى يمارسونها منذ أول المساء، وحتى موعد السحور، وتعد مباراة الرمى بالبيض، لعبة قديمة ذات شعبية كبيرة، ويتزايد الإقبال عليها فى شهر رمضان، والهدف منها إبقاء هؤلاء الشباب مستيقظين لحين موعد السحور.
وفى ماليزيا، ما أن يعلن قدوم الشهر الكريم حتى تقوم البلديات بتنظيف الشوارع والساحات العامة ورشها بالمياه ثم تنصب الزينة والمصابيح الكهربائية. وفى تركيا تطلق الزغاريد عند ثبوت الرؤية، خاصة فى البيوت التى ما زال فيها كبار السن، وتنثر العطور على أعتاب البيوت والمساجد والحدائق، طيلة أيام الشهر. وتتميز تركيا بظاهرة «المحيا» وهى احتفالية كبيرة تقام فى منطقة السلطان أحمد، حيث يضاء 77 ألف مسجد من المغرب وحتى صلاة الفجر.