أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
نينجشيا تسعى لتلبية احتياجات الصين ومصر
30 مايو 2016
بقلم: ليو هوى

على الرغم من أن الصين ومصر تفصل بينهما بحار شاسعة، فإن العلاقات بينهما وثيقة، وتتبادلان الثقة. مصر أول دولة عربية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين فى عام 1956؛ وفى عام 1999، أقيمت علاقات التعاون الاستراتيجى بين الدولتين؛ وفى عام 2014، رُفعت العلاقات بين الصين ومصر إلى مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، حيث تحققت ثمار وافرة فى التعاون الصيني- المصري.


وفى يناير من العام الجاري، قام رئيس جمهورية الصين الشعبية شى جين بينج بزيارة دولة إلى مصر، وهى الزيارة التى دفعت العلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخى جديد.



يقول بيت شعر صينى قديم: «إن أردت أن تتمتع بالمناظر الجميلة بدون حدود، فاصعد دورا آخر» تصادف هذه السنة الذكرى السنوية 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسوف تقام فاعليات « معرض الصين والدول العربية 2016 إلى مصر» فى الفترة من 30 مايو والأول من يونيو بالقاهرة، التى تعتبر المحطة الأولى لدخول هذا المعرض إلى الدول العربية، وفرصة مهمة لارتقاء مستوى التعاون الصيني- المصري.



نينجشيا، هى المنطقة الوحيدة ذاتية الحكم لقومية «هوي» على مستوى المقاطعة فى الصين، أقامت فى عام 2008،علاقات تآخ مع محافظة الفيوم المصرية. ونينجشيا هى المقر الدائم الذى اعتمدته حكومة الصين لاستضافة معرض الصين والدول العربية الذى يقام كل سنتين، كما أنها المنطقة الاقتصادية الداخلية التجريبية الوحيدة فى الصين، وقد نجحت فى اقامة ثلاث دورات لمنتدى التعاون الاقتصادى والتجارى الصيني- العربى ودورتين لمعرض الصين والدول العربية، الأمر الذى يعزز الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى والتبادلات الاقتصادية والتجارية والاتصالات الإنسانية بين الصين والدول العربية. وقد أشار الرئيس الصينى شى جين بينج بوضوح، فى خطابه الذى ألقاه فى مقر جامعة الدول العربية خلال زيارته لمصر، إلى أن معرض الصين والدول العربية، أصبح منصة مهمة للبناء المشترك بين الصين والدول العربية للـ «الحزام والطريق». ومن هنا فإن فاعليات «دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر»، يعد من ثمار زيارة الرئيس شى جين بينج لمصر. سنبذل أقصى جهودنا لتلبية احتياجات الصين والدول العربية لنسهم فى تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.



أولا، بناء منصة جديدة للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين مصر. الصين أكبر شريك تجارى لمصر، وتتواصل زيادة حجم التبادل التجاري. فى عام 2015، بلغ حجم التبادل التجارى 88ر12 مليار دولار أمريكى بزيادة 10% مقارنة مع نفس الفترة فى العام الماضي. وخلال فاعليات «دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر»، سيقام المعرض الشامل لدخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر ومؤتمر المحادثات الاستثمارية والتجارية بين الصين ومصر، وغيرهما من النشاطات التى تهدف إلى إيجاد فرصة جديدة للتعاون الاقتصادى والتجارى بين الجانبين. نينغشيا منطقة مهمة لمصادر الطاقة والثروات الطبيعية بالنسبة للصين، وتتمتع بأسس متينة فى مجال الفحم والبتروكيماويات، وترغب فى التعاون مع الجانب المصرى فى صناعة الكيماويات الدقيقة والصناعات المرتبطة بها. وتعد نينجشيا قاعدة مهمة لإنتاج الأطعمة الحلال ولوازم المسلمين فى الصين، وترغب فى التعاون مع الجانب المصرى فى صناعة الغزل والنسج و الملابس الجاهزة وتصنيع الأطعمة، وغيرها من المجالات.



ثانيا، بناء جسر جديد للتعاون الصيني- المصرى فى السياحة. تعتبر الصين أكبر دولة جاذبة للسياحة فى شرقى العالم، بينما تعد مصر الدولة التى يحلم معظم الناس بزيارتها من بين دول الشرق الأوسط. تتمتع نينجشيا بالمناظر الطبيعية الجميلة والآثار التاريخية الوافرة والثقافات المميزة المتنوعة، فهى مقصد سياحى مميز فى الصين. وخلال فاعليات «دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر»، سيقام مؤتمر ترويج السياحة فى مصر بعنوان «جمال الصين وسحرية نينجشيا»، حيث سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين المنطقة السياحية لمقابر ملوك أسرة شيشيا (1038م – 1227م) ومنطقة الأهرام السياحية، وتوقع الوكالات السياحية من الصين ومصر اتفاقية تعاون فى تبادل الوفود السياحية، مما يجلب المزيد من الفرص لتعزيز التعاون السياحى بين الصين ومصر.



ثالثا، توفير علامة جديدة للتعاون التكنولوجى بين الصين ومصر. يعتبر التعاون الصيني- المصرى فى تبادل العلوم والتكنولوجيا مجالا مهما للتعاون بين الصين ومصر، وتلعب نينجشيا دورا مهما فى هذا المجال. وقد أرسلت جامعة نينجشيا طلابا مبعوثين إلى جامعة الإسكندرية وجامعة قناة السويس، ويجرى التشاور مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية حول إنشاء بنك للعقول الصينية- العربية بالتعاون معا؛ وقد تم إنشاء مركز نقل التقنيات الثنائى بالتعاون بين مركز نقل العلوم والتكنولوجيا الصيني- العربى الذى أسسته وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية فى منطقة نينجشيا ومعهد النقل البحرى التكنولوجى العربي، وقد بدأت مناقشة ودراسة التعاون فى مجال العلوم والتكنولوجيا. وخلال فاعليات «دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر»، سيقام نشاط «جولة الصحة والطب والعلاج» الذى من شأنه تعزيز التعاون والتبادل فى مجال الطب والعلاج بين الصين والدول العربية. إن التعاون الصيني- المصرى فى مجال العلوم والتكنولوجيا يتمتع بآفاق واعدة فى المستقبل.



رابعا، بناء طريق جديد للتبادل الثقافى بين الصين ومصر. تتنوع الحضارات عبر التبادل، وتصبح الثقافات أكثر ثراء من خلال الاستفادة المتبادلة. الصين ومصر من الدول الأربع ذات الحضارات القديمة المعروفة فى العالم، وتتمتعان بتاريخ عريق وثقافة مزدهرة لكنوز الحضارة الإنسانية. وقد عُرضت المسرحية المشهورة «القمر فوق جبل خلان» لمنطقة نينجشيا مرتين فى مصر وشهدت إقبالا واسعا من الجمهور المصري.



وتصادف هذه السنة العام الثقافى الصيني- المصرى وستقام سلسلة من الأنشطة المتنوعة فى الدولتين. وخلال فعاليات «دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر»، سيقام العرض الثقافى الذى يحمل عنوان «حلم طريق الحرير وحب موطن قومية هوي»، وغيره من النشاطات التى ستسهم فى بناء الطريق الجديد للتبادل الثقافي.



«اللى بيشرب ماء النيل هيرجع تاني». يمر نهر النيل بالقاهرة، وهو مهد حضارة مصر، بينما يمر النهر الأصفر بنينجشيا، وهو مهد حضارة الصين. فى عام 2016، جاء أبناء نينغشيا إلى القاهرة لإقامة فعاليات «دخول معرض الصين والدول العربية إلى مصر»، ولا بد أن يشربوا من ماء النيل العذب. وفى عام 2017، ستكون مصر الدولة ضيفة الشرف لمعرض الصين والدول العربية، فنوجه الدعوة من صميم قلوبنا للضيوف المصريين للمشاركة فى معرض الصين والدول العربية فى ينتشوان وتذوق ماء النهر الأصفر العذب مثل ماء النيل.



أتمنى للصداقة الصينية- المصرية أن تبقى إلى الأبد وأن تتدفق نحو مستقبل أجمل مثل تدفق نهرى النيل والأصفر!