أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
انطلاقات دولية لمواهب الفن المصرى
7 مايو 2016
احمد عاطف


ربما من أكثر الأمور التى تطور أى أمة هى نضارة إبداع شبابها وقدرتهم على الوصول بفنهم لبلاد العالم المختلفة، ونجاحهم فى التواصل مع مختلف الثقافات واستطاعة فنونهم أن تدرك قلوب وعقول جماهير العالم من مختلف الحساسيات. ومنذ بداية العام ونحن نستقبل الكثير من الأخبار السعيدة عن التفوق العالمى للشباب المصرى من مختلف المجالات. فى مهرجان برلين السينمائى بشهر فبراير الماضى كان فيلم ( آخر أيام المدينة) للمخرج تامر السعيد وحظى بالكثير من الاهتمام وردود الفعل الايجابية من النقاد ومسئولو المهرجانات توجها بحصوله على جائزة من الجوائز غير الرسمية للمهرجان.



وهذا الفيلم هو حالة خاصة بكل المقاييس فى السينما المصرية ورغبة حقيقية فى الكمال. ظل تامر السعيد يكتب فيلمه ويعيد كتابته عشرات المرات ثم أخذ يصوره بعناية فى عدة مدن عربية على رأسها القاهرة بالطبع وظل يضبط المونتاج المرة بعد الأخرى حتى تجاوزت الأمور سنوات. نحن هنا بصدد مخرج يبحث عن التجويد ولا يتلهف على خروج عمله للنور مهما كلفه ذلك، يعاونه فى ذلك شريكه بطل الفيلم خالد عبد الله الممثل المصرى الأصل الذى قضى عمره كله ببريطانيا واستطاع اقتحام السينما الهوليوودية وقام ببطولة عدة أفلام فيها منها الطيارة الورقية ويونايتد 93. ويبدو أن انشغاله بفيلم تامر السعيد جعله يختفى من ساحة السينما العالمية بعض الشيء أخيرا. وقد حصل فيلم السعيد الأسبوع الماضى على جائزة أفضل مخرج من مهرجان بوينس ايرس بالأرجنتين والذى يعد أحد أهم مهرجانات قارة أمريكا اللاتينية قاطبة. ومازال فى انتظاره العرض فى العديد من المحافل الدولية بالعالم وقبل كل ذلك العرض بمصر ليكتشف المصريون الإبداع المتفرد لأحد أبنائهم. وفى مجالات الفنون الأخرى تألق منذ أيام كورال أطفال مكتبة الإسكندرية فى المسابقة الدولية المخصصة لهذا الشأن بمدينة دريسدن بالمانيا وحققت نجاحا مبهرا ولافتا.



والحق أن هذا النجاح ينسب بشكل أساسى للمايسترو هشام جبر رئيس مركز الفنون بالمكتبة الذى أعاد الروح بحق لهذا المركز وإدارته بروح الفنان وبفكر تكاملى يقدر كل الفنون رغم انحيازه المحبب والجميل للموسيقى بشكل عام و للموسيقى الكلاسيكية بشكل خاص. وهشام هو جزء أصيل من الحركة الفنية المعاصرة كمؤلف موسيقى لأعمال درامية وكقائد اوركسترا طليعى وبارع. لا يتوقف هشام عن الجهد والعطاء ولهذا حصل بجدارة على منحة دراسية بجامعة كورنيل أضافت له الكثير عندما عاد وتولى مسئولية النشاط الفتى بالمكتبة فشاهدنا حفلات لكبار الفنانين من مصر والعالم ونشاطا متميزا لاوركسترا المكتبة ونشاطا مسرحيا متميزا مثل مهرجان المسرح المعاصر ومسابقات لأفضل معالجات مسرحية لشكسبير ومهرجان الصيف الدولى غيرها الكثير. ولم يعطل ذلك هشام جبر عن إبداعه كفنان فنجده ألف موسيقى وقاد أوبرا ابن بطوطة التى أنتجتها بسخاء سلطنة عمان بنخبة من فنانى العالم الموهوبين من كل الدول.



ومن الوجوه المتميزة ايضا فنان العرائس والممثل محمد فوزى الذى حصل أخيرا على جائزة افضل ممثل ثان من مهرجان البقعة يالسودان. وسبق له تمثيل مصر تمثيلا مشرفا فى الملتقى السنوى لفنانى العرائس بالصين. وأخيرا فى مهرجان نيودلهى بالهند. وينسب له الفضل فى إقامة مشروع للتدريب على كل مهن العرائس تحت عنوان الجندى الصفيح بالتعاون مع مسرح العرائس بمصر وقد استطاع أن يدعو فيه فنان العرائس الاسكندنافى برند الذى فتح باب أسرار العالم السحرى للعرائس للفنانين الشباب. وقد أسس فوزى منذ عدة سنوات فرقة كيان للماريونيت التى اخذت على عاتقها تنظيم ورشات فنية لفنانى العرائس هذه الأيام فى قنا والعديد من المحافظات.



ومن المواهب الواعدة التى تألقت هذا العام أيضا المطربة فاطمة سعيد التى حصلت على ثلاث جوائز من المسابقة العالمية الثامنة للغناء «فيرونيكا دن» والتى أقيمت بالعاصمة الأيرلندية دبلن، واستطاعت أن تحصل على الجوائز الثلاث لأول مرة فى تاريخ المسابقة، الأولى من لجنة التحكيم، والثانية عن اختيار الجمهور، والثالثة لأفضل أداء على المسرح وذلك فى طبقة السوبرانو وهى الأعلى فى الأصوات النسائية، وحققت فاطمة هذا النصر وسط منافسة شديدة بين مطربين يمثلون نحو 180 دولة من مختلف دول العالم. وقد بدأت فى اكتشاف موهبتها فى المدرسة الألمانية بالقاهرة إلى أن حصلت على ماجستير فى الغناء الأوبرالى من برلين. وهناك أيضا المخرج الشاب محمد كامل الذى حصل 7 جوائز دولية عن فيلمه القصير ربيع شتوى بالإضافة لعرضه فى 64 مهرجانا عالميا بدأها بمهرجان كليرمون فيران أشهر مهرجان دولى لهذا النوع بفرنسا.