أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
قهوة الفلاسفة‏..‏ تجربة مطلوب تعميمها في المدارس
6 مايو 2016
كوثر زكي تصوير - علاء البحيري

هل تتذكرون المؤلف والراحل العظيم يوسف عوف؟ كان أول أول من نادي بتحويل المناهج التعليمية إلي دراما مسرحية‏,‏ يومها اعتبر المسئولون فكرته شطحة من الخيال‏,‏ وضاعت تحذيراته من أسلوب التدريس الحالي يحول الطالب إلي ببغاء أدراج الرياح‏.‏


....................................................



وبعد رحيله بأكثر من ثلاثين سنة, بدأت أفكاره تتحقق علي استحياء في المدرسة الثانوية العسكرية بمنطقة السبتية. بطل هذه التجربة مدرس اسمه محمد رضوان, الذي كانت تجربته حديث الناس في حي السبتية والأحياء المجاورة الأسبوع الماضي. بدأت معايشتي للتجربة حينما لاحظت زحاما شديدا أمام مسرح رومانس التاريخي, في البدء تخيلت أنني أمام عرض جديد لنجم الكوميديا عادل إمام, ولكن اختفي عجبي وزادت رغبتي في معرفة أصل الحكاية واشتريت تذكرة ودخلت المسرح وسط الزحام بصعوبة شديدة,






فما هي الحكاية؟



الإجابة في خطوة جريئة تأخرت كثيرا في منظومة التعليم, بدأ أستاذ الفلسفة محمد رضوان المدرس بمدرسة السبتية الثانوية العسكرية محاولة إخراج منهج الفلسفة من حيز الحفظ الذي تصيب آفة النسيان لدي الطالب بمجرد تسليمه لورقة الإجابة في نهاية العام إلي خشبة المسرح, الممثلون هم طلاب المدرسة, وجوه فنية شابة ومتحمسة وسعيدة لطلاب المنهج نفسه معبرين بحواسهم ووجدانهم ملمين بمنهج الفلسفة الذي كان بعبعا في الماضي, وبدلا من تحول الطالب إلي ببغاء تحول إلي حكيم وفيلسوف يشرح للناويقدم الوعظ والنصيحة والحكمة..

قدم العرض المسرحي علي مسرح رومانس بشارع الجلاء وقام بتأليف وإخراج المسرحية محمد علي هاشم في حدود المنهج التعليمي, وصاحب العرض موسيقي للفنان حاتم جاسر, أما بطلة العرض فكانت الفنانة بدرية طلبة, والفنان عمر صالح, وحضر العرض لهذه التجربة عدد كبير من أولياء الأمور والطلبة أملا ان تكون هذه التجربة هي الخلاص من آفة الدروس الخصوصية التي تلتهم مرتب الأسرة المصرية, و تشكل مفهوما جديدا في وجدان الطالب من شبح الثانوية العامة لتحل محل آلة الحفظ بدون فهم وقد تم شرح منهج الفلسفة الخاص بالثانوية العامة من خلال الأحداث اليومية التي تحدث في إحدي المقاهي الشعبية تحية لهذا المعلم المهموم بقضايا المنظومة التعليمية ليعيد الأمل لأولياء الأمور بأن هناك تغيرا قادما لخريطة التعليم, وقد طالب أولياء الأمور الحاضرون لهذا العرض بأن يصل هذا العمل للقائمين علي منظومة ومناهج التعليم حتي تعمم هذه التجربة وصدق أيضا علي هذه الرغبة الطلاب الحاضرون للعرض, وعلي هذا لابد من المطالبة باعتماد التربية المسرحية كوسيلة تربوية لا تستند فقط إلي نظريات العاملين والمتخصصين في العملية التعليمية, تحية لهذا المعلم الجليل الذي قام بهذا العمل متحملا المصروفات المادية والفنية ليرسي هذه الرسالة بدون مقابل.