أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الشعر .. فى شرقى الأندلس
4 مايو 2016
صبرى الموجى

فى قصيدته فى رثاء الأندلس، التى يقولُ مطلعُها : لكل شىء إذا ما تم نقصانُ ... فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ، رثى الشاعرُ الأندلسىُ أبو البقاء الرندى سقوط عدد من الإمارات الأندلسية،


من بينها مدينة بلنسية عاصمة شرقى الأندلس، فى تلك المدينة سطعت نجومٌ زاهرة، أبدعت قرائحها قصائد شعرية فاضت رقة وإحساسا، وفصاحة وبيانا، خلدت ذكر هذه المملكة، وسطرت ما مرّت بها من أحداث. كانت قصائد هؤلاء الشعراء نتاجا يُعبر عن البيئة بظروفها الجغرافية والتاريخية، وبرهانا على براعة شعراء بلنسية، إذ غاصوا فى لُجج الشعر وعبروا عن شتى الأغراض، وبثوا فى قصائدهم أشجانهم وأحزانهم، مما جعل قصائدهم مرآة عاكسة لغريزة حب الأوطان فى نفوسهم، عن الشعر فى شرق الأندلس وتنوع أساليبه وأغراضه، أخرجت لسماء الثقافة د. رشا غانم الأستاذة الجامعية كتابا بعنوان: الشعر فى شرقى الأندلس، طبعته دار الكتبى فى 630 صفحة من القطع المتوسط. والكتاب دراسةٌ مشوقة تُركز على مملكة بلنسية، لما امتازت به من خصائص، أسهمت فى عبقريتها، وجعلتها شُغل الكتاب وحديث المؤرخين. ولم يغفل كتابُ د. رشا غانم الحديث عن شرقى الأندلس سياسيا، فأبرز أنها مرت بثلاث مراحل سياسية: أولاها وقتما كانت جزءا من الإمارة الأموية، ثم الخلافة ثم الحجابة، والمرحلة الثانية عُرفت بمرحلة الطوائف، وكانت من نصيب الفتيان العامريين، حتى سقطت فى يد السيد القنبيطور 1094 واستمر فيها ثمانية أعوام، وهى المرحلة الثالثة، التى توالت فيها نجداتُ يوسف بن تاشفين فى المغرب لإنقاذها. وقد ضمت دراسةُ د. رشا غانم بين دفتيها كوكبةً من الشعراء، منهم من وصلت إلينا دواوينهم كـ (ابن اللبانة، وابن الزقاق، وابن خفاجة، والرصافى، وغيرهم)، ومنهم من تناثر شعرُهم فى بطون الكتب كـ (أبى جعفر بن البنى وأبى عبدالله بن يربوع وابن سعيد الخير) وأبرز الكتابُ تنوع أساليب الشعر وصوره عند شعراء شرقى الأندلس. وقد جاء الكتابُ فى مقدمة وتمهيد تحدث عن «بلنسية» جغرافيا وزمنيا، ثم تطرق لطبيعتها الساحرة التى جذبت إليها الشعراء.



الكتاب : الشعر فى شرقى الأندلس



المؤلف : د. رشا غانم



الناشر : دار الكتبى2016