أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
تيران وصنافير
الحقيقة‏..‏ والحقوق
15 أبريل 2016
محـمد عبد الهـادي عــــلام

خريطة مصر والسودان تظهر فيها تيران وصنافير بلون منطقة نجد والحجاز ويعود تاريخها إلي عام‏1895‏ ومصدرها مجموعة التايمز‏Times‏ في المملكة المتحدة ومنشورة في أطلس التايمز في مجلد من‏117‏ خريطة ضمن مجموعة خرائط تطلق عليها مقتنيات ديفيد رامزي‏.‏


لم يكن الأسبوع الماضي عاديا لصناعة السياسة المصرية, فقد استقبلت القاهرة الملك سلمان بن عبد العزيز ووقع الجانبان المصري والسعودي عددا كبيرا من الاتفاقيات الثنائية ومن بينها إتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين ثم أصدر مجلس الوزراء المصري في وقت لاحق بيانا يقول أن جزيرتي تيران وصنافير' يقعان في حدود المياه الإقليمية للسعودية وهو الإعلان الذي صادف دهشة ورفضا من بعض قطاعات المجتمع المصري بينما دعت أطراف عديدة من بينها شخصيات قانونية ومؤرخون كبار إلي الاحتكام إلي الوثائق والتاريخ قبل إصدار الأحكام علي إتفاق تعيين الحدود البحرية, ودون أن ينتقص الأمر من العلاقات بين مصر والسعودية ودورهما المحوري في الحفاظ علي منظومة الأمن القومي العربي أثار الرأي العام المصري أسئلة كثيرة في الأيام الأخيرة. وقد حرص الأهرام علي نشر وثائق من بينها خطابات لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلي وزير الخارجية المصري الدكتور عصمت عبد المجيد حول طلب السعودية إعادة الجزر إلي السيادة السعودية بعد أن كانت الرياض قد اتفقت مع مصر علي السيطرة عليها لحمايتها من الاعتداءات الإسرائيلية في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين وهو وضع استمر لمدة67 عاما تقريبا دون تغيير قامت خلالها إسرائيل باحتلال الجزر في حرب يونيو ثم عادت الجزر إلي مصر بعد معاهدة السلام عام1979 ثم جرت في البحر الأحمر مياه كثيرة وتبدلت موازين السياسة والجغرافيا وحدود المواجهة بين القوي الإقليمية حتي وصلنا إلي نقطة مطالبة السعودية لمصر بإعادة الجزر التي لا يوجد فوقها اليوم سوي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي يمكن أن يعاد النظر فيها في ظل ترتيبات جديدة بعد أن دخلت السعودية طرفا في معادلة جديدة في ظل ترقب إزاء ردود الفعل الإسرائيلية. هناك من يربط بين المطالبات السعودية للجزر وبين مواقف من قضايا إقليمية عديدة حيث تلعب المضايق دورا حيويا في المواجهات في منطقة شديدة الإضراب وهناك من يراها أمرا حاسما لملفات معلقة لعقود طويلة وهناك من يراها بداية جديدة لإعادة ترتيب أوراق التعاون بين مصر والسعودية باعتبارهما جناحي الأمن القومي العربي وهما يحتاجان اليوم تعاونهما أكثر من محاولات إثارة خلافات عارضة أو التفريق بين الشعبين ومن هنا لابد أن نثمن مشروع الجسر العظيم المطروح علي مائدة البحث ومن المقرر البدء في إنشائه فور الانتهاء من الإستعدادت وهو المشروع المقدر له أن ينقل التعاون الاقتصادي والتجاري إلي مستويات ستكون مثار غيرة وحسد الكثير من القوي الإقليمية والدولية. مع كل التقديرات لتحفظات البعض علي الاتفاق إلا أننا نحتاج إلي التمهل والقراءة والتدقيق قليلا حتي لا تتوه الحقائق وحتي لا ننجرف إلي نقد يضر بمصالحنا الحيوية وفي النهاية هناك رئيس يعمل بكل طاقته من أجل غد أفضل وهو لا يقبل المساومة علي حقوق وقالها أمس الأول إن مصر لم ولن تفرط أبدا في ذرة رمل من حقوقها.






خريطة مصر والسودان تظهر فيها تيران وصنافير بلون منطقة نجد والحجاز ويعود تاريخها الى عام 1895 ومصدرها مجموعة التايمز في المملكة المتحدة ومنشورة فى أطلس التايمز فى مجلد من 117 خريطة ضمن مجموعة خرائط يطلق عليها مقتنيات ديفيد رامزى.