أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
أسواق بديلة للسياحة.. هل تتحرك الوزارة؟
13 أبريل 2016
مصطفى النجار

> منذ أكثر من خمسة أشهر وبالتحديد يوم 31 أكتوبر من العام الماضي 2015 سقطت الطائرة الروسية فوق شرم الشيخ التي راح ضحيتها 220 مواطنا روسيا.. بعدها دخلت السياحة المصرية في نفق مظلم لا نعرف له نهاية حتي الآن.. وذلك بعد أن أعلنت انجلترا وروسيا وقف رحلات الطيران إلي مقاصد مصر السياحية لتواجه السياحة المصرية الأزمة الأكبر والأسوأ في تاريخها.ولا يخفي علي أحد أن السياحتين الروسية والانجليزية تشكلان ما يقرب من 50% من حجم الحركة الأجنبية الوافدة إلي مصر (روسيا 3 ملايين تقريبا وانجلترا هي الأخري نحو مليون سائح تقريبا) ولذلك نقول إن ضربة وقف الطيران من الدولتين قاصمة للسياحة المصرية.

ورغم أن المصريين مازالوا ينتظرون قرارا سياسيا بعودة الطيران الروسي والإنجليزي فإن خبراء السياحة فيما بينهم يدركون أن القرار الإنجليزي «متعنت» وما كان له أن يدخل علي خط الأزمة الخاصة بالطائرة الروسية لكن حجتهم أنهم يريدون الاطمئنان علي مواطنيهم مع أن هذا الموقف لو افترضنا أن حادث الطائرة إرهابي لم تتخذه انجلترا أو غيرها من الدول وتوقف رحلاتها أو طيرانها إلي دول أخري تعرضت مطاراتها وأراضيها لحوادث إرهابية أشد قسوة.. ولكنه بالطبع استهداف للحالة المصرية.

> لكن خبراء السياحة المصرية بالنسبة للحالة الروسية فيما بينهم أيضا لديهم شكوك بأنه ربما تكون روسيا قد استفادت من وقف رحلاتها إلي مقاصد مصر السياحية في توجيه الروس إلي السياحة الداخلية لأن هناك أزمة في سعر الروبل مقابل الدولار الذي ارتفع إلي 80 روبل بدلا من 30 روبل وهناك أماكن سياحية مثل سوتشي وغيرها تم بناء فنادق كثيرة فيها استعدادا لكأس العالم لكرة القدم 2018 وتريد روسيا تشغيلها.. نقول ربما يكون ذلك السبب في تأخر قرار عودة الطيران الروسي أو يرتبط ذلك بحالة القلق من الإرهاب في المنطقة خاصة بعد تدخل روسيا في سوريا رغم انسحابها اخيرا.. ورغم محاولة التفاهم الروسي مع مصر من خلال ترتيبات أمنية خاصة بصفقة 44 طائرة سوخوي روسية كان يتم الاتفاق علي تأجيرها لمصر من أبريل الحالي وتكون بداية لعودة الحركة الروسية إلي مصر لكن عدم الاتفاق علي الترتيبات الأمنية ألقي بظلاله علي الصفقة حتي الآن.

> والسؤال هل نظل نقف مكتوفي الأيدي..؟ أم أن وزارة السياحة المصرية مطلوب منها التحرك الآن بعد أن تأخرت كثيرا إلي أسواق أخري بديلة إنقاذا للموقف؟

الإجابة بالطبع هي أن علينا التحرك فورا.. فلا يمكن أن يستمر الوضع بهذا السوء.. والذين يتحدثون عن التوجه للسياحة الداخلية واهمون.. فلن تستطيع هذه السياحة إنقاذ الموقف رغم احترامنا لأسباب كثيرة.. والذين يتحدثون عن الاتجاه للأسواق البعيدة الجديدة خاصة في جنوب شرق آسيا مثل الهند والصين وحتي أمريكا أيضا واهمون بسبب مشكلات الطيران وعدم وجود ما يكفي لنقل حركة تعوض غياب الحركة من روسيا وانجلترا.

.. صحيح أن هذه الأسواق البديلة تصدر حركة ضعيفة أو صغيرة وعندها أيضا مشكلة طيران.. لكن هذه الأسواق يمكن أن تكون بديلا مؤقتا علينا التحرك فيه بحملات تسويقية وإعلانية وإعلامية ضخمة وتوجيه حملات مصر من خلال شركة الحملات إلي هذه الأسواق.

> لكن ما هذه الأسواق؟

1 ـ السوق العربية.. لابد من حملة قوية تبدأ من الآن استعدادا للصيف وتحديدا في السعودية والكويت والبحرين والإمارات والأردن.. فالسياحة العربية تصدر لمصر ما يقرب من مليوني سائح. (السعودية 433 ألفا والأردن 177 والكويت 139).

2 ـ أوكرانيا.. ولا أدري حتي هذه اللحظة سبب هذا التعامل الضعيف من جانب وزارة السياحة مع هذه السوق رغم أنها من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة إلي مصر ومازالت تعمل حتي اليوم بقوة.. ففي العام الماضي احتلت المركز الخامس تقريبا في تصدير السياحة إلي مصر برقم 363 ألف سائح وهناك إمكانية لزيادة الأعداد منها ولا أدري لماذا لا يتم فتح مكتب سياحي فيها؟.. ولا أدري أيضا لماذا لم تحل وزارة السياحة حتي الآن المشكلة القائمة بينها وبين الشركة الأوكرانية الأولي في تصدير السياحة إلي مصر منذ العام الماضي وهي شركة «جوين آب».. هناك خلاف بين هذه الشركة والشركة المصرية التي كانت تعمل معها.. وانتقلت جوين اب للعمل مع شركة مصرية أخري ورغم تدخل وزارة السياحة إلا أن الخلاف المادي بينهما مازال قائما لدرجة أن الشركة الأوكرانية تهدد بعدم إرسال السياح إلي مصر فهي تعمل مع 60 دولة بحجم أعمال 800 مليون دولار وتصدر إلي مصر نحو 2500 سائح أسبوعيا الي شرم الشيخ علي 11 طائرة و6 طائرات إلي الغردقة بنحو 1200 سائح.

ولذلك أطالب وزارة السياحة والوزير يحيي راشد بحل المشكلة فورا.. حتي لا تؤثر علي تصدير السياحة من أوكرانيا 3 ـ بولندا.. وهي سوق واعدة وأخطأنا كثيرا في إغلاق المكتب السياحي فيها فبالأرقام هي من الدول العشر الكبري في تصدير السياحة إلي مصر وطبقا لأرقام العام الماضي صدرت نحو 207 آلاف سائح وهناك إمكانية لزيادة الأعداد منها لو تم توجيه حملات قوية هناك.

4 ـ هناك مجموعة أخري من الأسواق .. وهى التشيك (134 ألف سائح العام الماضي) والنمسا (144 ألفا) وهولندا (150 ألفا) فضلا عن فرنسا (136 ألفا) وكلها أسواق يمكن التحرك فيها مع دول أخري في أوروبا الشرقية مثل المجر.. وتبقي أمريكا (188 ألفا العام الماضي) وهي تشكل أهمية للسياحة الثقافية في القاهرة والأقصر وأسواق بلا شك.

> لا يجوز أن نجلس أبدا مكتوفي الأيدي.. علينا أن نتحرك في هذه الأسواق حتي لو كانت ضعيفة ولن تعوض تراجع أو انهيار الحركة من روسيا وانجلترا.. فهل تتحرك وزارة السياحة والقطاع الخاص إلي هذه الأسواق.. إلي أن يقضي الله أمرا وتخرج السياحة المصرية من هذا النفق المظلم؟ .. يارب..