أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مطلوب وسيط فورا
13 أبريل 2016
صلاح منتصر

ثم ماذا ؟ هناك أزمة ليست بسيطة بين إيطاليا ومصر بسبب الشاب الإيطالى «جوليو ريجينى » الذى يحيط مقتله العديد من الألغاز ، فهل نكتفى بإقناع أنفسنا بما نراه، بينما الموضوع يتسع لأبعاد أكبر ، أم نحاول ولا نتوقف ؟

فى الأزمات العالمية بين دولتين ـ وما نواجهه مع إيطاليا أزمة عالمية فعلا ـ يكون ضروريا خاصة إذا فشل الطرفان فى إقناع الآخر ، الإستعانة بطرف ثالث صديق للطرفين يعمل على تضييق الفجوة بينهما ، وهو ما يجب أن تبادر مصر إلى اتخاذه . وقد تكون فرنسا هى هذا الطرف .

والقضية أصلا بين مصر وإيطاليا وهما طرفان صديقان . يؤكد ذلك أن علاقات الاثنين قبل الحادث كانت فى أحسن أحوالها ، وفى يوم إعلان العثور على جثة ريجينى ( 4 فبراير ) كان يزور مصر ضمن مجلس الأعمال المصرى الإيطالى وفد إيطالى كان يبحث المشروعات المشتركة التى سيتم تنفيذها بين البلدين وهو مالا يمكن أن يكون إلا بين صديقين .

وقد استقبل الرئيس السيسى وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية التى ترأس وفدها وكان كل شئ يبشر بنهاية سعيدة إلى أن جاء الإعلان عن العثور على جثة ريجينى وعليها آثار تعذيب ، فانقلب كل شئ وبصورة غير عادية ، ففورا أنهى الوفد الإيطالى «الصديق» زيارته ، وبعد ذلك تداعت الأحداث إلى أن وصلت إلى سحب السفيرالإيطالى وعودة الوفد المصرى من روما بدون نتيجة .

والمشكلة أن كلا من إيطاليا ومصر سلكتا طريقين متناقضين أصر كل منهما عليه . فإيطاليا من الدقيقة الأولى اتهمت الأجهزة المصرية ( الشرطة والمخابرات ) بأنها التى ارتكبت الجريمة ، وأجهزة الأمن المصرية من أول دقيقة اتخذت مبدأ الدفاع وأصرت على إنكار أى مسئولية عن الحادث وأصدرت بيانات ساذجة ، متجاهلة أن مسئوليتها موجودة أساسا لأن الجريمة وقعت فى مصر ، وهى مسئولة عن العثور على الفاعل .

وهكذا فإن كلا من الدولتين يسير فى طريق مختلف تماما عن الآخر ، ولا يؤدى إلى لقائهما إلا إذا تدخل طرف ثالث مقبول من الجانبين يضعهما على طريق مشترك ، وهو ما نرجو ألا يتأخر .