أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
.. ورحل الشيخ غلوش
11 أبريل 2016

فقدت دولة تلاوة القرآن الكريم علما من أعلامها ونجما من نجوم عصرها الذهبى هو فضيلة الشيخ راغب مصطفى غلوش الذى انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الرابع من فبراير2016 وقد ولد الراحل الكريم ببلدتى قرية برما محافظة الغربية فى الخامس من يوليو1938 وكالعادة حفظ القرآن الكريم فى سن صغيرة، وتميز بحسن الصوت وحلاوته حتى ذاع صيته بقريتنا والقرى المجاورة وتوالت إليه الدعوات للتلاوة فى المناسبات المختلفة، وهو مازال صبيا صغيرا ثم التحق لفترة بمعهد القراءات بالمسجد الأحمدى بطنطا، فتعلم التجويد وأحكام القراءة السليمة، وجاءت النقلة المهمة فى حياته عندما تم استدعاؤه لأداء الخدمة العسكرية فى عام 1958م وكان عمره وقتها عشرين عاما حيث تم توزيعه على مركز تدريب بلوكات الأمن المركزى بالدراسة، وكما ذكر لى الشيخ بنفسه ـ فقد كان رحمه الله أخا كبيرا وصديقا عزيزا لى أنه نظرا لوجوده بالدراسة كان دائم التردد على مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه، وكان حريصا على تقديم نفسه للمسئولين عن المسجد حتى تتاح له الفرصة ليقرأ عشرا أو يرفع الاذان فى هذا المسجد الكبير حتى قال له شيخ المسجد: إذا تأخر الشيخ طه الفشنى وكان مؤذنا وقارئا بالمسجد الحسينى سيكون لك نصيب وتؤذن العصر وتقرأ العشر.. يقول الشيخ (فدعوت الله من كل قلبى أن يتأخر الشيخ طه الفشني، وكأن أبواب السماء كلها كانت مفتحة فاستجاب الله لي) وتأخر الشيخ طه الفشني، واقترب موعد الاذان فدعاه الشيخ حلمى عرفه شيخ المسجد ـ عليه رحمة الله ـ ليؤذن ويتلو عشرا من القرآن الكريم كل ذلك، وهو يرتدى الزى العسكرى الذى اثار انتباه الناس إليه، ويضيف الشيخ عليه رحمة الله (وقرأت العشر وبدأت بسورة الحاقة واندمجت فى التلاوة بتشجيع الناس لي، وقرأت الآيات أكثر من مرة بناء على طلب الموجودين بالمسجد حتى وصل وقت التلاوة إلى أكثر من نصف ساعة). ومن مسجد الإمام الحسين بدأت انطلاقته إلى ما كان يحلم به فقد كان من بين رواد المسجد الحسينى الأستاذ محمد أمين حماد مدير الإذاعة المصرية آنذاك.. الذى طلب منه التقدم لاختبارات القبول بالإذاعة قارئا للقرآن الكريم، فاجتاز الاختبارات بفضل من الله وخرجت الصحف تقول (شاويش ومقرئ... شاويش يدخل الإذاعة). وصار بذلك أصغر مقرئ يدخل الإذاعة عام 1962 فكان عمره حينها لا يتجاوز أربعة وعشرين عاما.

وقد سافر الشيخ إلى كثير من بلدان العالم ونال الكثير من التقدير هنا وهناك على المستويين الرسمى والشعبي، فاللهم تغمده برحمتك وعوضنا عنه كل خير.

د. أنس عبد الرحمن الذهبى ــ طنطا