جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين مصر ومباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحمل فى طياتها الكثير من الرسائل على المستويين العربى والدولي، وبخاصة فى المجالين الدفاعى والاستراتيجي، فمصر والمملكة هما القوتان الفاعلتان فى المنطقة فى الوقت الحالي، كما أن الدولتين وقفتا بقوة أمام محاولات التقسيم، من خلال المخطط الغربي، كما انهما بفضل وعى القيادتين، يسعيان لردع اى قوة فى المنطقة أة خارجها تسعى للمساس بالامن القومى للدولتين.واذا نظرنا الى المشهد فى الوقت الحالى سنجد ان مصر والسعودية أدركتا المخطط الغربي، وتعلم كل دولة ان قوتها من قوة وتماسك الدولة الاخرى أمام التدخلات الغربية فى المنطقة، وانتشار الارهاب المنظم والعابر للحدود، والممول من دول غربية كما ان هناك تهديدات من قبل دول اقليمية من اجل فرض نفوذها مثل ايران وتركيا، فالجميع يسعى الى فرض النفوذ على المنطقة، لذا كانت المبادرة السعودية بانشاء القوة الاسلامية لمواجهة تلك التهديدات، بالاضافة الى اجراء اضخم مناورة عسكرية فى المنطقة «رعد الشمال» وكانت بمنزلة رسالة الردع القوية لكل من يسعى للعبث بالامن القومى للمنطقة.
وعلى الرغم من تشكيل القوة الإسلامية ولكن تتزايد يوما بعد يوم الحاجة الملحة لإنشاء القوة العربية المشتركة للدفاع عن الدول العربية من التهديدات الجديدة التى طرأت عليها، واهمها الارهاب العابر للحدود والمدعوم من دول كبرى من اجل اثارة الفوضى فى المنطقة وانهاك جيوش الدول من اجل اضعافها وتحويلها الى كيانات هشة ليسهل عملية الفوضى التى يرغب فيها الغرب .
ان التهديدات والتحديات الجديدة تتطلب التكاتف العربى عسكريا من اجل تطهير المنطقة من وباء الارهاب الذى ضرب بجذوره فى ربوع الشرق الاوسط، واصبح خطرا حقيقيا من خلال ميليشيات مسلحة ومدربة بشكل عال، وهذا ما نشاهده جليا على الارض فى ليبيا وسوريا والعراق، من خلال تنظيم داعش الارهابى وجماعات اخرى تنتمى لتنظيم الاخوان الارهابي.
ان النموذج الليبى اصبح يشكل عبئا كبيرا على دول المنطقة، فقد تغلغل تنظيم داعش فى اراضيها والادهى من ذلك ان هناك حظرا لتصدير السلاح اليها فى الوقت الذى يقاتل فيه الجيش الليبى التنظيم الارهابى مما دعا الحكومة الى طلب للجامعة العربية للتدخل العسكرى للقضاء على تنظيم داعش على اراضيها، وبما انه لم يتم اقرار القوة العربية المشتركة فلم تستطع الجامعة الموافقة على مثل هذا الطلب، واصبح الحل الوحيد تشكيل تحالف عربى على غرار ما ينفذ فى اليمن لتنفيذ عمليات عسكرية فى ليبيا، يأتى ذلك فى وقت لم تعلن صراحة دول عربية رغبتها فى الاشتراك فى مثل هذا التحالف للقضاء على التنظيم.
لقد حاولت الولايات المتحدة الامريكية ان تظهر امام المنطقة انها شكلت تحالفا دوليا للقضاء على داعش فى العراق وسوريا الا اننا نكتشف يوميا انه لا جدوى من ذلك التحالف وان تنظيم داعش يزداد قوة وسيطرة على مواقع عديدة، لانه بالطبع الولايات المتحدة لا ترغب فى القضاء على التنظيم.
وعلى الجانب الآخر نتابع التحالف العربى لاعادة الشرعية الى اليمن يحقق تقدما يوما بعد يوم ضد الحوثيين وانصار على عبد الله صالح، وكبدت الضربات الجوية خسائر عديدة للحوثيين ودعمت القوات على الارض مما حقق تفوقا بشكل كبير لانصار الرئيس هادي.
ان الدول العربية قادرة على حماية اراضيها من التهديدات التى تحيط بها وبخاصة الارهاب، فالقدرة العسكرية العربية قادرة على ان تجعل المنطقة آمنة بعيدا عن التدخلات الاجنبية الغربية وبالاخص الولايات المتحدة التى تريد ان تفرض سيطرتها على المنطقة، وان يكون لها اليد الطولى ولكنها قادرة على التدمير فقط كما فعلت فى العراق من قبل وكما فعل حلف شمال الاطلنطى فى ليبيا من تدمير وخراب وتمهيد الطريق للارهاب بها كما حدث من قبل فى العراق، وفتح مجالات لقوى جديدة ترغب ان يكون لها دورها الفاعل فى المنطقة
ان انشاء القوة العربية المشتركة لن يتعارض بأى شكل من الاشكال مع القوة الاسلامية بل انه سيكون مكملا لها، فالعمليات المنوط بها دول عربية قد لا تشارك فيها دول اسلامية اخرى،علما بأن الدول العربية هى التى تعانى الآن ويلات الارهاب، وعلى الرغم من ان رؤساء اركان الجيوش العربية قد ارجأوا قرار تشكيل تلك القوة،فقد حان الوقت للتشكيل واتخاذ القرار ..
القوة العربية العسكرية المشتركة هى الحل السريع لتطهير المنطقة من الدخلاء عليها من الارهابيين وستكون قوة رادعة لاى دولة او كيان يرغب العبث فى مقدرات الشعوب العربية.
[email protected]