أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الأيادى الملطخة بدماء الابن الضال
2 أبريل 2016
كتبت ــ وسام عبد العليم:

الأم.. كلمة عذبة ولحن جميل تتغنى به كل المخلوقات، والأمومة مشاعر جياشة تتدفق رحمة ورأفة بأبنائها بل تمتد لكل من حولها وفق الفطرة التى فطرها الله عليها كل الكائنات بحكمة بالغة.. فالأم كم سهرت ولم تنم من أجل أبنائها وكم تعبت لكى يرتاح أبناؤها وكم تجرعت الآلام لكى ترى البسمة على ملامحهم، هذه هى الأم التى أوصى بها وقيل عنها إن الجنة تحت أقدامها.ضحت الأم التى كانت تقطن فى منطقة المطرية بالقاهرة، والتى من عليها الله من الأبناء ثلاثة، بأجمل أيام عمرها من أجل أبنائها خصوصا بعد أن فقدت عائل الأسرة زوجها و«أبو أبنائها»، وتجاهلت عشرات الرجال الذين تقدموا لها وطلبوا الزواج منها بعد وفاة زوجها لكنها اختارت لنفسها أن تعيش حياة الأم والأب، وواجهت لطمات الحياة واحدة تلو الأخري، عندما فقدت زوجها وعندما عانت بمفردها فى الحياة دون سند تتكئ عليه عندما يخر قواها ألما، انتهاءً بعد ما أسرع ابنها الأكبر ذو العشرين عاما إلى أصدقاء السوء، فراح يتعاطى المخدرات وراح أصدقاء السوء يبثون سمومهم فى قلب وعقل ابنها الأكبر، ولم ينته الأمر عند هذا الحد فحسب بل طالبوه بالوقوف فى وجه والدته بكل قسوة حتى سقط فى الهاوية وتحول إلى إنسان محطم لايقوى على اتخاذ قرار أو حتى الوقوف على قدميه، بل رفض استكمال دراسته ولم يُكمل تعليمه، حتى غرق حد الثمالة فى شرب الخمور وتعاطى المخدرات.

لم يكتف الابن الضال بهذا الحد بل تجاوز كل الأعراف وأصبح أكثر قسوة مع والدته وأشقائه الصغار، اعتاد أن يوجه لوالدته الشتائم والسباب لأتفه الأسباب، وينهال عليها بالضرب المبرح دون أى سبب، ولم تجد سوى الدموع والبكاء على ما أصاب ابنها الأكبر، الذى امتدت يداه على متعلقات المنزل الذى يأويهم وصار يكسر كل ما تطاله يداه، وبل وتجاوز الأمر لبيع متعلقات المنزل.

شعرت الأم بأنها أصبحت سجينة لا حيلة لها وأن ابنها الأكبر هو سجان غليظ القلب وحول المنزل الذى يأويهم الى ساحة للتعذيب وصار يصدر فرمانات يومية يلزم والدته بتنفيذها حتى جعلها تعيش وحيدة معزولة داخل شقتها تنعى حظها حتي كرهت حياتها، وقررت التمرد على الحياة داخل السجن الذى اختاره لها ابنها الأكبر بعدما ازداد قلبها حسرة وألما لما أصابه وقسوته الشديدة عليها وعلى أشقائه وازداد سخطها عليه حتى قررت الانتقام منه كى ترتاح وباقى أبنائها من شروره فقررت حبسه داخل غرفة بمفرده لمدة 3 أيام، فعلت ذلك وقلبها يتمزق من الداخل لكنها ارتأت ذلك حلا للتخلص منه بعد أن حول حياتها إلى جحيم.

وبعد مرور 3 أيام متتالية والابن الضال محبوس داخل غرفة دون طعام أو شراب، ظنت الأم عندما تفتح باب الغرفة أنها ستجده ميتا إلا أنها وجدته مازال على قيد الحياة، فلم تشعر الأم بنفسها إلا وهى تمسك بيديها سلك كهرباء وقامت بلفه حول رقبته حتى فارق الحياة أمام عينيها، وأمام شريف مختار رئيس نيابة المطرية ومحمد الدرديرى وكريم عيداروس وكيلى أول النيابة أكدت الأم ندمها الشديد على جريمتها لكنها أكدت أنه كان يستحق الموت ألف مرة لأنه نسى كل التضحيات التى بذلتها من أجله.