أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الحب فى حياة طفل مدمج
23 مارس 2016
سحرالأبيض

من أجل تنمية مهارات الأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة ودمجهم مع المجتمع ورفع كفاءتهم لاكتشاف الموهوبين منهم فى مجالات متنوعة كالفن والرياضة والتعليم،


جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الاتفاقية الدولية سنة 2011 لحقوق الأطفال ذوى الإعاقة، والذى يكفل أحقيتهم على المجتمع ومسئولية كل دولة فى تمكين هؤلاء الأطفال من التعليم وتيسير مشاركتهم الكاملة فى المجتمع، لتعزيز المساواة مع الأطفال الآخرين بوصفهم أعضاء فى المجتمع. ثم جاء القرار الوزارى رقم 42 لسنة 2015 والخاص بقبول التلاميذ ذوى الإعاقة البسيطة بمدارس التعليم العام.



من أجل ذلك إعتمدت وزارة التربية التعليم شروطا خاصة للإلتحاق بمدارس الدمج التى تضم أطفال طبيعيين مع ذوى الاحتياجات الخاصة، هذا ما توضحه أمانى أنور مديرة مدرسة الشهيد طارق المرجاوى التجربية الدامجة، بأن وزارة التربية تلزم مدارس الدمج بقبول عدد من 2 إلى 4 طلاب من ذوى الإعاقات البسيطة مع الأطفال الطبيعيين فى نفس الفصل، وذلك بعد تطبيق إختبارات الذكاء عليهم فى سن المدرسة، فإذا تراوحت نسبة ذكاء الطفل بين 65و84% بجانب تجاوزه مقياس السلوك التكيفى يكون من حق هذا الطفل أن يندمج فى الفصل مع الأطفال الطبيعيين، يكمل معهم يومهم الدراسى الطبيعى، إلا أنه يمضى بعض الوقت فى غرف تسمى «غرف المصادر» لشرح نفس الدرس للطفل ذى الإعاقة إذا تعثر فى فهمه ثم يعود ليستكمل يومه مع زملائه فى الفصل، ويسمح لولى الأمر توفير مرافق "ظل الطفل" لتوصيل المعلومات إليه بأسلوب مبسط وسهل عن طريق التنسيق بين الإدارة والمدرسة.. لكن معظم الآباء لا يستطيع توفير "ظل الطفل" بسبب إرتفاع التكلفة، مما يشكل عبئا على المدرس فى الفصل لأنه يحتاج إلى جهد وصبر إضافى.



وتوضح مديرة المدرسة بأن المعلم لذوى الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى دورات متعددة مرتفعة التكلفة لذلك نحتاج إلى منظومة متكاملة منذ البداية من خلال إنشاء كليات التربية المتخصصة لذوى الاحتياجات خاصة حيث يتم تدريس كل الأساليب الحديثة لاستغلال إمكانات هؤلاء الأطفال وخاصة بعد زيادة نسبة الإعاقات فى المجتمع حيث لاتوجد الأعداد الكافية من المعلمين المؤهلين للتدريس لهم بالأسلوب المبسط والواضح.. كما تستنكر نظرة المجتمع لهؤلاء الطلاب على أنهم أفراد غير منتجة فى المستقبل فكل التجارب السابقة تؤكد أن ذا الإعاقة البسيطة إذا تم استغلاله فسوف يحقق العالمية كما حقق السباح"خالد حسان" وكذلك فى رفع الأثقال "فاطمة عمر" فالإعاقة لا تمنع النجاح.



يوم من الدمج



عايشت صفحة المرأة يوما كاملا فى المدرسة وسجلت مشاعر الأمهات والمدرسين.. ما يلفت الانتباة خلال طابور الصباح وقوف الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة إلى جوار زملائهم فى الصف دون أى تمييز بدون ملل ولا تذمر تجاه المدمجين، لكن بخوف على زملائهم فاحترامهم مبدأ يلتزم به جميع الطلاب داخل المدارس الدامجة.



فى داخل أحد الفصول يشرح أستاذ "محمد إمبابى" مدرس لغة عربية بصوت مملؤء بالتفاؤل الدروس للطلاب ولأنه قد حصل على دورات تدربية فى تعليم ذوى الإحتياجات الخاصة يملك القدرة على توصيل المعلومة لهؤلاء الطلاب بأسلوب مبسط وفى نفس الوقت يعطى لزملائهم الطبيعين بعض التمارين ليقوموا بحلها، لكنه يتمنى أن يتوفر"ظل" لكل طالب من ذوى الاحتياجات لأنه يكون مسئولا عن إيضاح ما لم يفهمه من المدرس.



وداخل حجرة المصادر عالم مملوء بالطيبة والنقاء.. يجلس أستاذ عبد الله والأخصائية النفسية أستاذة هند التى تقوم بتبسيط المعلومات وتفريغ الطاقة لدى هؤلاء الطلاب لأنهم لا يستطعون إستكمال اليوم الدراسى كأقرآنهم فى مثل عمرهم، وفى لحظة دخلت عالية أصغر طالبة بالصف الأول بالحضانة قامت بتحية زملائها بود شديد وشاركتهم تكوين الرسومات المختلفة.



تمييز المجتمع



بعد إنتهاء اليوم الدراسى، على باب المدرسة، تقف "منى السيد" أم لطفل من متلازمة داون حصل على الشهادة الابتدائية من احدى المدارس الخاصة لكن عندما حان نقله إلى المرحلة الإعدادية بعد حصوله على 90% إعترض أولياء الأمور بالمدرسة وقالوا للمدير يكفى هذا القدر من تعليمه وسط أبنائنا ويجب على الأم أن تنقل إبنها إلى مدرسة أخرى من مدارس التربية الفكرية ولكنها تمسكت بحقها أن يتعلم ابنها فى مدارس دامجة ونقلته للمدرسة التجريبية التى يجد فيها كل الحب من زملاءه ولكنها تتساءل لماذا لا يكون هناك قانون يلزم المدارس الخاصة على قبول أبنائنا؟ والى متى ستظل نظرة المجتمع لهم على أنهم عبء؟



تؤيدها فى الرأى والدة يوسف الطفل ذو الإعاقة الذهنية -قلة التركيز- يدرس فى الصف الخامس وتضيف أن الأطفال يتعاملون مع إبنها برفق ولكن للأسف بعض الأمهات هن اللاتى يعترضن على صداقة أبنائهم لابنها.



وتؤكد والدة "دانيال" –صعوبات تعلم- أن المدرسة هى المسئولة أن تأخذ الطفل إلى "حجرة المصادر" بعض الوقت وتقوم بتعليمه الأجزاء التعليمية البسيطة عن طريق المكعبات والأشكال الهندسية. وبنبرة تشاؤم تضيف كفانا أحلاما نحن نأتى بأبنائنا إلى المدرسة كى يتعلم كل منهم الإحتكاك بالمجتمع، لكنه لا يأخذ حقه من التعليم كأى طفل عادى.



وينتهى الجدل بين طلاب يحبون زملاءهم من ذوى الاحتياجات الخاصة وأراء أمهات تخاف على ابنائهن من "ثقافة لا للتميز".