أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
إعتذار الوزير
29 فبراير 2016
صلاح منتصر


اعتذر وزير الداخلية اعتذارا شجاعا واضحا للشعب خاليا من “ولكن “ أو “ حيث أن “ وغيرها من الكلمات التى تخفف حمرة الإعتذار . قال اللواء مجدى عبد الغفار فى وضوح وفى سابقة لم تحدث من قبل “ أعتذر لكل مواطن تعرض لإساءة أو انتهاك من الشرطة “ .



جاء الإعتذار بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بوزير الداخلية عقب حادث أمين الشرطة الذى اتهم بإخراج مسدسه فى منطقة الدرب الأحمر وقتله مواطنا لسبب شخصى مما أثار المواطنين وأدى لحالة غضب حاد بين المواطنين والشرطة إمتدت آثارها وأثارت الحديث عن تصرفات أخرى جعلت البعض يثير «إمبراطورية الأمناء » .



وهذا التصرف الذى حدث ( لقاء الرئيس بالوزير وإعلان الوزير الاعتذار واتباعه باستقبال والد الضحية وتقبيل رأسه ) يوضح الفرق فى مواجهة الأزمات. ولنا تصور لو أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك استدعى حبيب العادلى يوم 26 يناير وطلب إليه أن يعلن مباشرة اعتذاره للمصريين عن الحملة الشرسة التى شنتها الشرطة على الشباب فى ميدان التحرير مساء 25 يناير ، وهو تصور لم يكن ممكنا لاختلاف المفاهيم بين رئيس يهمه مصر وشعبها ، وآخر كل حرصه على الكرسى حتى ولو على حساب الشعب، فكان أن فقد الكرسى ونظامه !



ليست هناك وزارة تنافس وزارة الداخلية فى اتصالها المباشر بالمواطنين واحتكاكها بهم فى مختلف شئون حياتهم اليومية فى مرورهم وحوادثهم وخناقاتهم ومشاكلهم وحتى فى أى حادث يقع .. عمارة تنهار أو كوبرى يسقط أو قطار يدخل فى أتوبيس أو حتى حكم مباراة يخطأ فى قرار فتثور الجماهير وتعالى ياشرطة لتتحملى نتيجة خطأ حكم المباراة .



ولهذه الصلة المباشرة كانت الشرطة أول أهداف “أهل الشر” يوم 28 يناير 2011 وقد نجحوا فى إسقاط الجهاز مما كانت نتيجته الفوضى التى حكمت مصر وجرائم الخطف والنهب وسرقة السيارات . وقد كانت معجزة أن تستعيد الشرطة وقوفها على قدميها وتسترد كرامتها وهو ما نريده لها . لكننا نريد منها أيضا إحترام المواطن ولعلهم يعدون دورات تثقيفية للأمناء الذين هم ـ وهذا هو الغريب ـ أقرب الناس إلى طبقة المجتمع الفقيرة التى خرجوا منها !



 



[email protected]