أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
رفقا بالقلوب الصغيرة
25 فبراير 2016
فاروق جويدة

تصلنى رسائل كثيرة من شباب بسيط يبدأ رحلته مع الحياة يكون سعيدا حين يجد فرصة عمل حتى ولو كانت وظيفة عادية..يحاول ان يكمل قصة حب يعيشها في بيت صغير يجمع القروش مع القروش حتى يجد في نفسه الشجاعة ان يتقدم طالبا الزواج من حبيبته..وربما سافر في رحلة عمل في دولة شقيقة ربما اختصر فترة الانتظار..وهو يعلم أن اليد قصيرة والإمكانات محدودة وان الأب الذى جاء به إلى هذه الحياة لم يكن من لصوص العصابة ولم ينهب الملايين ولم تكن لديه القدرة ان يضع ابنه المتفوق دراسيا في مكان يليق به..لقد تخرج من أرقى الكليات ومن اجل لقمة العيش يعمل في وظيفة لا تليق..المهم بعد ذلك كله ان يجد هذا الشاب المكافح نفسه في بيت حبيبته أمام أب متسلط يحاصره بالأسئلة..ماذا عندك وما هو مستوى الشقة وفى أى حى تعيش وما هى أرصدتك في البنوك وما هو نوع سيارتك وماذا يعمل أبوك وما هى شهادة الدكتوراه التى حصلت عليها والدتك وما هى مناصب أزواج إخوتك وأين يعمل أخوك الأكبر وما هى أصول العائلة وهل تمتد إلى أسرة محمد على باشا ومن هو آخر البشوات في أسرتكم وهل تم تأميم أملاككم فى الأيام الأولى للثورة؟ وماذا عن منتجعات الغردقة وشرم الشيخ وتدور رأس العريس الشاب ويجد نفسه في الاسانسير حاملا هزيمته ويخرج مندفعا لتصدمه سيارة مسرعة ويفيق فى غرفة الإنعاش ليجد وجه أمه المسكينة وهى تبكى ويسألها ماذا حدث؟ وتجيب قلت لك يا ولدى إن هذا مجتمع فقد الرحمة ولم يعد لنا مكان فيه هذه يا بنى قلوب أظلمت وتصورت ان السعادة فيما نملك رغم ان السعادة الحقيقية فيما نرى في عيون الآخرين من الرضا والقناعة..هذا يا بنى مجتمع يأكل نفسه ولم يعد للصغير فرصة فيه..ويسأل أمه ماذا افعل يا امى وقلبى يتمزق ما بين حب عشت فيه وكبرياء لم يعد يطاوعنى..وتهمس الأم يا بنى إذا كانت تحبك كما تحبها فسوف تبيع العالم كله من أجلك وعليها ان تختار.