أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
كلام خطير
24 فبراير 2016
شريف عابدين

خلال وقفة الأطباء الأخيرة ضد ممارسات بعض عناصر وزارة الداخلية ترددت تهديدات على لسان بعض الشخصيات التى اندست بين الأطباء المحتجين تشير إلى خطة ممنهجة على حد قولهم لإسقاط النظام فى مصر بالنقاط!

يشير هؤلاء إلى أن إسقاط مبارك ومحمد مرسى كان بالضربة القاضية وبدعم من الجيش وهو مايصعب الآن إعادة انتاجه وبالتالى ينبغى التحول من وجهة نظرهم إلى طريقة مختلفة تلائم الأوضاع على الأرض وهى توجيه ضربات موجعة للنظام وإثارة المشكلات فى وجهه لخصم نقاط من شعبيته حتى يضعف تماما ليسقط دون حركة ثورية ضخمة.

قبل أسابيع فائتة ربما كان من الممكن عدم الالتفات لمثل تلك الأفكار والسخرية منها,لكن الإمعان فى الأحداث المتتالية والأزمات المتلاحقة التى لا نكاد ننسى آثارها المؤلمة حتى نستيقظ على ما هو أشد وطأة من سابقاتها,يجعلنا نعيد ربط تلك الأحداث وإعادة تقييم عناصرها والتمعن فى توقيتاتها ودراسة آثارها الكارثية على السلام الاجتماعى .من حادث الطائرة الروسية وحتى أزمتى الدولار وأمناء الشرطة ومابينهما من حوادث إشعال النار فى الوطن لا يمكن تسطيح حواس الفهم والإدراك واحتواؤها عند حدود الصدفة أو الأقدار,فالمؤامرة ذاتها قدر لكن ألا توجد أجهزة تحلل وتتابع وتربط بين الأحداث وتضع الخطط الوقائية,فالمسألة تجاوزت حدود المداهمات الأمنية التقليدية وإلقاء المشتبه بهم فى السجون لحماية الوطن من شرورهم وتحولت إلى مواجهة مع عناصر تتوغل فى نسيج الدولة وولائها للمال والخارج وتتوارى خلف أقنعة رسمية خادعة.

أتقبل اتهاما بالتلحف بفكر المؤامرة لكن على من يلقون بالاتهام أن يفسروا سر عبوس الوجوه وغياب الرضاء مع أى إنجاز حكومى والتكفير بأى وعود بمستقبل أفضل. أعتقد أن غياب الحوار الواقعى بعيدا عن التغييب والمبالغة وانحسار مساحة الثقة مع السلطة التنفيذية وافتقاد الأخيرة للشخصيات ذات الرؤية وعلو أصوات الشتامين وتوارى النخب المثقفة عن دعم الرئيس بإرادتهم أو قسرا,كل ذلك يصب المزيد من الزيت على نيران الوطن الذى انقسم رغم أنفه بين مؤيدى ثورتين كلاهما أمسك بيد الآخر فى 30 يونيو لكن أصحاب المصالح فرقوا بينهما بغية إعادة إنتاج نظام كان من المفترض زواله فى 11 فبراير 2011 لكن يبدو أنه لا يزال يتنفس!