أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
مذيــع + طبيـب + أميـن شــرطة = 1
24 فبراير 2016
عادل صبري

لو حدثت مصيبة ـ لا قدر الله ـ لمواطن عادي مثل مرض يستلزم العلاج بالخارج أو أي مشكلة تخصه دون غيره وحاول أن ينقل مشكلته للمسئولين عبر الفضائيات فسيكون الفشل حليفه في الوصول لأي مذيع ممن يظلون يصرخون طوال الليل أن البلد «ما فيهاش حكومة» وهي فوضي وحتي لو حصلت علي تليفون أحدهم فهو لا يرد إلا علي تليفونات بعينها والتي تحقق المصلحة له وليس للمواطن .

ولكن عند حدوث مشكلة لمواطن ولو في باطن الأرض مع أحد أفراد الشرطة ستجد كل الفضائيات تبحث عنه لتقوم بعملية إشعال ذاتي لمشاعر المواطنين البسطاء ليكونوا وقودا لمظاهرات واعتصامات وكله سيعود بالخير علي برامج التوك شو . هذه البرامج تروج لفكرة الانقسام بين الشعب فعندما ثارت علي السبكي بعد مهاجمته نساء الصعيد كان هناك من يدافع عنهن بغباء شديد قائلا إن نساء الصعيد أشرف من نساء الوجه البحري ليضع بذرة الفتنة بين الوجهين القبلي والبحري . فتنة الأطباء انقسم فيها الشعب بين مؤيد للأطباء فهم يسهرون علي راحة المرضي بينما أمناء الشرطة هم المخطئون، وفئة أخري تري العكس فالأطباء يتعاملون بقسوة في المستشفيات الحكومية وأن الأمناء تطاولوا عليهم بعد المعاملة السيئة من الأطباء. أيضا فتنة أمناء الشرطة فهناك من يري أنهم مظلومون وأرواحهم علي كف عفريت وأن البلد فيه الفاسد والأمين، بينما يري الآخرون أن الأمناء هم مجموعة من الفاسدين ، فيحدث الانقسام بين فئات الشعب .

الشعب توحد في خروجه يوم 30 يونيو و أطاح بحكم الإخوان فكان حلهم ليس في الإسلام كما كان شعارهم ولكن الحل هو تقسيم الشعب، وفي قضايا كثيرة قد يكون المواطن مؤيدا لأمناء الشرطة مثل قضية الأطباء ومعارضا لهم في مقتل شاب الدرب الأحمر ومؤيدا لمنع حملهم الأسلحة الميري خارج عملهم ومعارضا لتفكيك جهازهم فيخرج كل مواطن في مظاهرة لا يعرف هل يهتف مع أو ضد ولكن المهم هو أن يخرج المواطن في مظاهرة ستخلو من المذيع وأمين الشرطة والطبيب ليحقق هدف شخص واحد نعرفه جميعا يطمع في هدم مصر .