بعد أن أصبح الاتجاه العالمى في التعامل مع المخلفات هو مصطلح «مخلفات صفر»، تتجه مصر إلى الاستفادة من مخلفاتها الصلبة التي تقدر بما يزيد على 30 مليون طن سنويا، عبر جهود جديدة منها التعاون بين المركز القومى للبحوث ووزارة البحث العلمي في دراسات عدة لتطوير تكنولوجيا تعتمد على التصنيع المحلى، وبمعرفة مصانع الإنتاج الحربى، إذ توجد الآن وحدات إنتاجية بطاقة 500 طن مخلفات يوميا.
وفي الوقت نفسه يطالب خبراء بتحويل المادة العضوية إلى غاز حيوى بتقنية «الكمر اللاهوائى» من خلال أنظمة تحلل لا هوائية مركزية توفر الغاز الطبيعى المستخرج بكفاءة 40%، ولتطبيقها فى مصر لابد من منظومة متكاملة تشمل بيئة تحتية، ومنظومة مالية وإدارية، وحملات إعلانية، والتعاون مع شركات البترول..إلخ.
ومن بين الأطروحات المصرية المهمة للاستفادة من المخلفات ما قدمه الدكتور طه عبدالعظيم، رئيس قسم العلوم الأساسية بمعهد الدراسات البيئية بجامعة عين شمس.
وفي البداية يشير إلى أن المخلفات المنزلية ما هى إلا خليط من مواد عضوية وأخرى غير عضوية، والمواد العضوية قابلة للتحلل البيولوجى وتمثل نحو 60% من المخلفات، أما الباقى، وهو 40% فتسمى مفروزات مثل البلاستيك والمعادن والورق.
وللاستفادة من المخلفات الصلبة يمكن تحويل المادة العضوية إلى غاز حيوى بتقنية «الكمر اللاهوائى» من خلال أنظمة تحلل لاهوائية مركزية إذ إنها تكنولوجيا توفر الغاز الطبيعى المستخرج بكفاءة 40%، ويمكن تعزيزه لتحويله لوقود سيارات أو غاز للمنازل، وبالتالى تقليل غاز الميثان وغاز ثانى أكسيد الكربون الناتج عن عمليات الكمر الهوائى.
ويضيف أن تلك التقنية منتشرة على مستوى العالم إذ نجدها منتشرة فى 37 دولة، ففى ألمانيا هناك 7 آلاف محطة غاز حيوى مركزى تنتج أكثر من 4 آلاف ميجاوات، فيما تنتج فرنسا 1591 ميجاوات من المخلفات العضوية.
منظومة مصرية
ولتطبيق هذا فى مصر يرى الدكتور طه عبدالعظيم أنه لابد من منظومة متكاملة تحتاج لبيئة تحتية ومنظومة مالية وإدارية وحملات إعلانية، والتعاون مع شركات البترول لتحديد قيمة ضخ الغاز فى الشبكات والتخاطب مع المؤسسات الأجنبية التى تنتج تلك المحطات المولدة للطاقة من المخلفات الصلبة.
وفى سياق متصل تشير الدكتورة شادية راغب توفيق - الأستاذ المتفرغ بالمركز بالمركز القومى للبحوث - إلى أن المخلفات الصلبة فى مصر تزيد على 30 مليون طن سنويا، وتتشكل المخلفات الصلبة على أساس 60% منها مواد غذائية، و15% ورق ، و15% بلاستيك، و3% زجاج بالإضافة إلى 3% معادن .
مخلفات «صفر»
وتضيف أن الاتجاه العالمى أصبح الآن تحت مصطلح «مخلفات صفر:Zero Waste»، وتشمل «الكمر» لتحويل المخلفات العضوية إلى سماد واسترجاع مكونات القمامة مثل الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن.
ويتم «الكمر» على أساس التداول البيئى للمخلفات إذ يتم الفرز على سيور فرز مخصصة، وتتم عمليات الكمر فى مصفوفات مع التقليب لضمان الحصول على مادة عضوية مثبتة تصلح لإرجاعها للتربة لتحسين خصوبة الأرض الزراعية.
وتوضح الدكتورة شادية أنه بالتعاون بين المركز القومى للبحوث ووزارة البحث العلمى أجريت دراسات عدة لتطوير تكنولوجيا تعتمد على التصنيع المحلى، وبمعرفة مصانع الإنتاج الحربى توجد الآن وحدات إنتاجية بطاقة تصل إلى 500 طن مخلفات يوميا.
وتضيف كذلك أنه توجد طريقة «الكمر» فى وحدات مغلقة، وتستغرق وقتا أقل، وتحتاج لمساحات صغيرة من الأرض لكنها عالية التكلفة، وهناك نظام آخر مطبق عالميا يتم فيه تحويل المخلفات إلى طاقة من خلال تكنولوجيات عدة كالترميد والتغوير وإنتاج الغاز الحيوى، وفى الأغلب ينتج غاز الاحتراق عند درجات مرتفعة تستخدم فى تسخين مياه التدفئة لإدارة توربينات توليد الكهرباء، لذلك تم أخيرا تزويد تلك المحطات بوحدات معالجة للغازات المتولدة، وذلك لحماية البيئة من التلوث، وهذه التكنولوجيا تحتاج إلى كفاءة فى مراحلها بدءا من التصميم والتصنيع والتركيب والتشغيل والصيانة.