أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
البحر المتوسط ميدان للصراع بين روسيا والناتو
15 فبراير 2016
> طارق الشيخ

البحر المتوسط .. منجم الطاقة الحالى والمستقبلي، والأبرز إستراتيجيا وجيوسياسيا على مر التاريخ،


دخل مرحلة جديدة من التوتر فى ظل حالة التربص المتنامية والصراع المتعدد المستويات بين حلف شمال الأطلنطى «ناتو» من جانب وروسيا الاتحادية من جانب آخر، وأصبح السؤال الذى يطرح نفسه حاليا هو : ماهية موقع شرق البحر المتوسط فى ذلك الصراع؟



الإجابات ظهرت بوضوح خلال اجتماع وزراء الدفاع لدول حلف «ناتو» يومى 10 و11 فبراير2016 بالعاصمة البلجيكية بروكسل.



التوازن الإستراتيجي



وكان حلف «ناتو» قد اتخذ قرارا بتوسيع وجوده العسكرى فى البحر المتوسط. فقد صرح الأمين العام لحلف «ناتو» ينس ستولتنبرج بأن 28 وزير دفاع من الدول الأعضاء فى الحلف وافقوا على توسيع الوجود العسكرى فى شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود.



وقال ستولتنبرج فى اجتماع بروكسل : «اتفقنا على توسيع الوجود البحرى للحلف فى شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود».



وكان قد سبق وأن صرح ستولتنبرج، لدى وصوله إلى مدينة أمستردام بهولندا لحضور اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي، يوم 5 فبراير 2016 بأن التوسعة الكبيرة فى الوجود العسكرى الروسى فى سوريا وشرق البحر المتوسط أخلت بالتوازن الاستراتيجى فى أوروبا!



وكان البحر المتوسط من بين المواضيع الأساسية التى ناقشها اجتماع وزراء الدفاع فى دول الناتو حيث مثلت «التهديدات الآتية من الشرق والجنوب» النقطة ذات الأولوية و شديدة الأهمية لدول أوروبا الأعضاء فى الحلف، والتى تتخوف من تدفق المهاجرين الى بلدان جنوب وغرب أوروبا. وقد اتفق الجميع على أن مبلغ 892 مليار دولار، الذى يمثل مجموع الميزانيات العسكرية للدول الأعضاء فى الحلف، غير كاف «لشراء» الأمن.



وخلال شهر يناير 2016 نقلت وسائل الإعلام العالمية والروسية تصريحات مسئول كبير فى البحرية الأمريكية بأن الانتشار الأمريكى الدائم فى البحر المتوسط جاء ردا على تعاظم قدرات البحرية الروسية هناك.



وقال المسئول الكبير فى المارينز لوسائل الإعلام الروسية ان البحرية الأمريكية تدرس الانتشار «على المدى الطويل» فى البحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى استمرارها فى استخدام أربع مدمرات تحمل صواريخ موجهة فى روتا بإسبانيا.



وأضاف «يمكن القول إن قضية الهجرة والضرائب التى فرضت على القوات البحرية الأوروبية، وزيادة وجود للقوات البحرية الروسية وقدرتها» هو ما دفع واشنطن إلى ذلك، مشيرا إلى أن واشنطن على اتصال مع شركائها فى «ناتو» لمعرفة كمية القدرات البحرية التى يستطيع الأوروبيون تقديمها.



ومن الجدير بالذكر أن عام 2015 شهد دخول أربع مدمرات تابعة للبحرية الأمريكية إلى البحر المتوسط كجزء من النظام الدفاعى الأوروبى ضد الصواريخ الباليستية، ذلك النظام الذى وصفته موسكو بأنه خطير ويزعزع الاستقرار.



من جهته قال رئيس العمليات البحرية الأمريكية الأدميرال جون ريتشاردسون خلال كلمة ألقاها فى نادى الصحافة الوطنى الأمريكي، إن فترة الـ 25 عاما من الهيمنة الأمريكية المطلقة فى عرض البحر قد «ولت الآن»، مؤكدا أن كلا من روسيا والصين حققتا تقدما عسكريا وإمكانات هائلة.



ويشير الروس إلى أن استراتيجية موسكو البحرية التى تم تعديلها، وأعلن عنها فى يوليو 2015، موجهة تحديدا نحو تكثيف الوجود البحرى الروسى فى البحر الأسود، وكذلك فى منطقة القطب الشمالى والمحيط الأطلنطي. وجرى أيضا تكليف سفن حربية وغواصات جديدة للبحرية الروسية بتوسيع نطاق أعمالها إقليميا وعالميا.



وختم ريتشاردسون حديثه بالقول «إذا كنا لا ندرك ولن نتكيف مع الطابع المتغير للعبة، ستواجه قوتنا البحرية خطر السقوط وراء منافسينا».



ووفق ما تعلنه روسيا فإن عدد الوحدات البحرية العسكرية الروسية الموجودة فى البحر المتوسط يتراوح بين 10 و20 قطعة بحرية.