يقول المثل الصينى (اليد التى تقدم الورد لابد أن يعلق بها عبيرها)
وتؤكد الدراسات أن هناك ارتباطات بين العطاء والسعادة وكلما زاد عطاء الإنسان زادت سعادته وكانت نفسه سوية، وإن أسعد الناس هم المتزوجون ومن يعيشون داخل إطار الأسرة حيث تزيد فرص العطاء وبالتالى الرضا والسعادة.
د. محمد رجائى استشارى الصحة النفسية والأسرية «يقول: إن العطاءت طبيعة فى النفس البشرية» خلق الإنسان عليها وهو أحد مؤشرات الصحة النفسية والسعادة، البشر بفطرتهم معطاؤن تبفعل البيئة التى يوجد فيها الإنسان وهى إما تساعد على إعلاء قيم العطاء أو تحويلها إلى فتور وشح، وما عكس ذلك فهو يعد إضطرابات نفسيا يؤدى إلى الشعور بالتعاسة والضيق، فالعطاء طاقة إيجابية يرسلها الإنسان الى من حوله يستمد منه سعادته، فسعادتهم تجعله ينقى ويرتقى بنفسه من شوائب النفس الخبيثة فهو هبة ربانية وهبها الله لمن أحب من عباده ورزقه نعمة الاستمتاع بها.
العطاء أنواع وليس مقصورا على العطاء المادى فهناك العطاء النفسى الذى يبعث طاقة نفسية إيجابية للآخرين كالإبتسامة فى وجه الغير وهو ما قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم إبتسامتك فى وجه أخيك صدقة، كما تعد النصيحة والحب والكلمة الطيبة والمشاركة فى الوجبات الإجتماعية كالفرح أو الحزن أو مساعدة الآخرين عطاء.. أيضا الإخلاص فى القول وفى العمل خاصة فى هذا التوقيت الذى يمر به الوطن من إعادة البناء يحتاج إلى التضحية والعطاء.. الطبيب، المدرس، الموظف، العاملت - كل فى مجاله- الذى يخلص فى أداء عمله عطاء، كما تعد التضحية قمة العطاء وسمة أساسية من سماته بل هى أسمى أنواعه لأنه عطاء للمجتمع كله، كضباط الجيش والشرطة والجنود الذين يضحون بأنفسهم وحياتهم واستقرار أسرهم وأبنائهم من أجل حماية أمن أوطانهم، لهذا منحهم الله التكريم والدرجات العليا وإنهم أصحاب الأعين التى لا تمسها النار التى باتت تحرس فى سبيل الله.
إن العطاء يعطى قيمة وأهمية «للإنسان فى الحياة» وفى مجتمعه، فالإنسان بلاعطاء يصبح بلا قيمة.. الأب والأم يضحيان ويعطيان كل الرعاية والحب والحنان لأبنائهم، الأم عندما تضحى بصحتها فى رعاية أبنائها وأسرتها وتقوم بكل الواجبات الأسرية أو تنفق من مالها أو تضحى بعملها من أجل رعاية أبنائهما وإسعاد أسرتها فهو عطاء ذلك لأنه يمنح السعادة والسلام الداخلى النفسى والسلام مع الآخرين.
أخيرا ينصح د. رجائى بضرورة بحث كل منا على مكامن عطائه، فاليد العليا خير من السفلى ونتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى الله أنفعهم لخلقه ومن تقضى على أيديهم حوائج الناس، مع الحرص على زيادة مصادر العطاء، فكلما زادت ارتفعت إيجابية الفرد وتكيفه مع المجتمع فرص سعادته واقترابه من خط السواء النفسى.