أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
بعد فشل الانتخابات .. نقابة التشكيليين إلى أين؟
8 فبراير 2016

أين تتجه نقابة التشكيليين بعد فشلها عدة مرات فى انتخاب مجلس إدارة جديد؟، سؤال طرح نفسه الأسبوع الماضى بعد الفشل فى اكتمال النصاب القانونى لعدة مرات متتالية، لانتخاب نقيب ومجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين.


يرى البعض أن النقابة وقعت بين رحى القوانين التى لم تعد تصلح للوقت الراهن وعزوف أعضائها عن حضور الانتخابات وعدم وعيهم بأن نقابتهم فى طريقها إلى تحت الوصاية، توجهنا إلى أصحاب الشأن من الفنانين التشكيليين والمرشحين، لمعرفة الأسباب التى أدت إلى ذلك، والبحث عن المخرج من هذه الأزمة.



فى البداية يعلق الدكتور اشرف رضا، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة ومن المرشحين لمنصب النقيب قائلا: "يرجع فشل الانتخابات إلى شعور الأعضاء باليأس، نتيجة عدم تقديم النقابة الخدمات والفعاليات المتوقعة منها خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى عدم الحرص على المشاركة، بالإضافة إلى ان الفنون بوجه عام أضحت رواتبها تأتى آخر قائمة اهتمامات الدولة، رغم أهميتها الاقتصادية والثقافية للدولة.. وبالنسبة لقانون نقابة التشكيليين والذى تم وضعه عام 1975 وخضع للتعديل 1982 ، لا يتم تطبيقه على الوجه الامثل، فالقانون يضم العديد من المواد الخاصة بزيادة دخل النقابة وتطوير الحركة الفنية.



ويقول الفنان طه القرني، احد المرشحين لمنصب النقيب : أسباب فشل الانتخابات يرجع إلى عدة عوامل أهمها ان النقابة تناست دورها الخدمى للجميع، وقصرته على خدمة مجموعة بعينها، ولو كانت النقابة تؤدى دورها لأعضائها على قدم المساواة لاختلف الوضع وزادت نسبة الحضور.. ونأمل فى الفترة المقبلة ان يقوم مجلس النواب، بتفعيل قانون الـ2% والضبطية القضائية وقانون حقوق الملكية، وكذلك الموافقة على زيادة المخصصات المالية للنقابات بشكل مباشر دون المرور على وزارة الثقافة.



ويعلق الفنان اشرف شاكر، وهو من المرشحين عن شعبة الديكور بقوله: فشل الانتخابات يرجع أساسا الى عيب فى لائحة وقوانين النقابة، وهذا يجعل دورة الإعادة لا تتم إلا بـ25%+1 ويجب ان يعدل لتتم الإعادة بأغلبية الحضور، وقد تم تعديل القانون فى العديد من النقابات، وعن دور الدولة يقول اشرف شاكر، ليس مطلوبا من الدولة تقديم اى شيء للفن التشكيلى بل على العكس لابد ان يضيف الفن للمجتمع، من حيث الارتقاء بالذوق العام بأن يبيع الفنانون أعمالهم بأسعار مناسبة، وهناك كثير من الفنانين لا يعطونالنقابة حقها من حيث النسبة المتفق عليها من بيع أعمالهم أو تسديد اشتراك النقابة، ويجب أن ينص القانون على عدم ممارسة المهنة إلا بتسديد حق النقابة.



ويقول الدكتور محمد سليمان الأستاذ بكلية الفنون الجميلة وعضو لجنة الإشراف على الانتخابات: فشل الانتخابات يرجع لعدة أسباب منها إقامة نقابة جديدة تسمى نقابة مهندسى الديكور، وبالتالى تم انتقال عدد كبير من الأعضاء اليها، مما أدى الى تأثير ذلك على النقابة الأم، بالإضافة إلى ان كثيرا من الأعضاء لم يسددوا الاشتراك السنوي، وكذلك الخلافات القائمة بين أعضاء المجلس الحالى بدلا من الاهتمام بالأنشطة والخدمات التى من المفترض ان تقدمها النقابة، كما انه لابد من تطوير وتعديل قانون النقابة، حتى يتسنى انتخاب مجلس ادارة جديد.



وتعلق المهندسة لميس خطاب المؤسسة لنقابة مهندسى الديكور: " أن السعى نحو إنشاء نقابة مهندسى الديكور لم يكن وليد اليوم، ولكنه حلم يمتد لأكثر من40 عاما، وبالفعل استطعنا الحصول على موافقة وزارة القوى العاملة بإشهارها كأول نقابة مستقلة لمهندسى الديكور منذ يناير 2014.. فخريجو أقسام الديكور فى مختلف الكليات، كان يكتب لهم فى كارنيه نقابة التشكيليين فنان تشكيلي، وتعامله الحكومة على انه فنى أو اخصائي، أما بالنسبة لنقابة هندسة الديكور فيكتب مهندس ديكور وكذلك فى البطاقة الشخصية وجواز السفر، كما ان النقابة تقدم برنامج تأمين صحى ممتاز بالإضافة الى المتابعة الجيدة له، وقد انضم للنقابة حتى الآن 3700 عضو تم عرض أوراقهم على لجنة ثلاثية تضم أساتذة من كلية الفنون الجميلة، وتمت الموافقة عليهم دون اى استثناءات لاى متقدم.



ويقول الفنان والناقد عزالدين نجيب رئيس جمعية أصالة للفنون التراثية: يرجع عزوف الأعضاء الى فشل النقابة فى تقديم مكتسبات ملموسة لهم، بالإضافة إلى القوانين واللوائح العقيمة التى تصل بالنقابة إلى طريق مسدود، وقد تحول الأعضاء إلى طاقة سلبية، والحل يكمن فى تكاتف أعضاء الجمعية العمومية والتقدم بمشروع لمجلس الشعب لتغيير قانون ولائحة النقابة، فمثلا من ضمن المعوقات اشتراط أن وزير الثقافة هو المنوط برفع مطالب النقابة لمجلس الشعب، مع انه لابد ان تكون المبادرة من النقابة، ولكن حتى الآن لا يوجد ذلك، كما ان الأعلام له دور اساسى فى الضغط على المسئولين، وعن نقابة هندسة الديكور يعلق عزالدين: هذه النقابة محاولة سلبية خرجت من حالة يأس وليست من حالة أمل، فهى تعمل على تفتيت طاقات الفنانين، خاصة أن أعضاء قسم الديكور نسبة كبيرة، وهذا يعمل على إضعاف الطرفين، وكان الأحرى استمرارهم فى النقابة الأم مع مطالبتهم بحقوقهم.