لا يحتاج أبناء بور سعيد إلى دفاع عنهم فتاريخهم ووطنيتهم ودماء آبائهم وأجدادهم التى قدموها فداء لبلدهم من خلال مواجهة تحديات الموقع العبقرى والوقوف حراسا على بوابة من أخطر بوابات بلادهم وعدو صهيونى ومخططات استعمارية قديمة وحديثة ـ حب أبناء بورسعيد لمدينتهم ووطنهم كله واعتزازهم بكرامتهم وحماسهم ووطنيتهم مكونات أصيلة للشخصية البورسعيدية.
ومثل غضب بحرهم غضبهم للحق وللدم المصرى لذلك فقد خانهم غباؤهم ومطامعهم الآثمة والمحرمة والمتوحشة الذين اختاروا بورسعيد مدينة وشعبا لتنفيذ مخططهم الآثم لتهديد مصر وأمنها واعلانها دولة فاشلة أمام العالم بأوهام السيطرة على قناة السويس المجرى والمنطقة والمدن والثروات والكنوز وامكانات النمو والتنمية التى تمتلئ بها... نعم أنساهم غباؤهم ومطامعهم الآثمة أنه إلا شعب بورسعيد الذين يمكن استخدامهم لتنفيذ مؤامرة ضد بلادهم ـ المؤامرة التى كان ظاهرها أبشع جريمة تمت فى ملاعب الكرة المصرية وباطنها تسمح لكل من اضيرت مصالحهم المحرمة لاستردادها ولدعم خطط الجماعات الارهابية التى تعمل بالوكالة للقوى الاستعمارية من ينسى ما تحملته المدينة وأبناؤها عندما تحولت الى حمامات دم وتساقط شهداؤها فى اكثر من حادث مدبر.. ومن المؤكد أن أبناء بورسعيد لا يمكن أن يظلوا يتحملون تبعات هذه المؤامرة الكبرى رغم أنهم ينظرون اليها فى إطار أن الدماء المصرية كلها غالية ويجب القصاص لها جميعا ـ دماء أبناء بورسعيد وأبناء النادى الأهلى وسائر شهداء مصر من المدنيين والجيش والشرطة.. مطلوب العدل والقصاص للجميع.
واذا كانت النيات الإجرامية التى كانت وراء ما حدث فى المباراة الدامية التى وقعت فى فبراير 2012 مازال كثيرون وحتى الاسبوع الماضى يحاولون إحياءها واشعال الفتنة بين أبناء مصر فقد كان تماسك وتفهم ووطنية أبناء بورسعيد فى مقدمة أسباب إخماد النيران كلما تجددت محاولات إشعالها ـ ولذلك أيضا فيجب تناولها فيِ إطار الظروف التى عاشتها وشهدتها مصر كلها فى هذه الفترة ومدينة بورسعيد على وجه التحديد ـ الأحداث التى حولت المدينة الى حمام دم!! الوصف ليس من عندى ولكن كما ورد فى شهادات قيادات مهمة شاركت فى القيادة فى هذه الفترة العاصفة والدامية داخل بورسعيد... ظواهر غريبة بدأ يلاحظها أبناء المدينة ـ عناصر غريبة على المدينة ـ بعضهم أصحاب لهجات غريبة عن اللهجات المحلية ـ يمتلكون سيارات بعضها وبشكل علنى يحمل أسلحة يطلقها فى الهواء فى أنحاء المدينة لترويع سكانها ووقوف قوى مالية توحشت فى المدينة فى وجه مشروع تنمية مشروع شرق بورسعيد وسحب الاراضى بالمساحات الهائلة التى استولوا عليها وكان أخطر المحاولات إغلاق قناة السويس وهى المحاولات التى تصدت لها القوات المسلحة فى إطار أدوار بطولية وتلاحم له عمقه التاريخى مع أبناء المدينة ـ بينهم وبين جيشهم الوطنى وقاد اللواء عادل الغضبان ـ الحاكم العسكرى للمنطقة فى ذلك الوقت العصيب ومحافظ بورسعيد الآن ـ مع قواته حماية مبنى هيئة قناة السويس وإفشال الحصار الذى تم للهيئة لمدة ثلاثة أيام من جماعات من محترفى الإجرام الذين تستغل ظروفهم القاسية أسوأ استغلال وأعداد كبيرة من العناصر الدخيلة التى ملأت المدينة بسياراتهم وإسلحتهم الخفيفة والثقيلة!!
ومعروف ما صاحب وقائع المباراة من تجهيزات وترتيبات لتحويلها إلى موقعة قتال ومذبحة ولا أريد أن أعود لتفاصيلها فقد تناولها القضاء سواء بما ظهر أو لم يظهر بعد!! وقد عادوا واستكملوا جريمتهم التى ارتكبوها فى استاد بورسعيد بما اسقطوه من شهداء أمام سجن بورسعيد 54 شهيدا و14 شهيد بالرصاص الذى أطلقوه على الجماهير البورسعيدية التى خرجت تشيع جثامين الشهداء الذين تساقطوا أمام السجن بالاضافة الى 1200 مصاب، هؤلاء الشهداء والمصابون من أبناء بورسعيد كجزء من المخطط الدموى الذى بدأت وقائعه فى استاد بورسعيد أليس من حقهم ان يذكروا وأن يطالب أبناء بورسعيد بالقصاص لهم باعتبار ان الدم المصرى الشهيد واحد؟!!
أليس من حقهم أن يحسوا بالظلم الذى وقع على أبنائهم نتيجة غياب الحقائق والتفاصيل الدقيقة حول ما حدث ـ لذلك ليسمح لى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع كامل الاحترام مع عدم الاتفاق مع نقطة مهمة وردت فى حديثه الى الاستاذ عمرو أديب عندما قال الرئيس إنه لم يتم التوصل الى سبب محدد لهذا الحادث!! مع أن الاسباب التى وراء المخطط المتواصل حتى الآن واضحة وضوح الشمس وأعود لأؤكد أن وطنية أبناء بورسعيد وحبهم لبلادهم وادراكهم للمخاطر التى تتهددها هو ما جعلهم يرفضون أى مواجهات يتم أخذهم اليها لأنهم اعتادوا على المعارك الكبيرة التى يواجهون فيها جيوش من يجرؤ على الاعتداء على تراب وطنهم كما فعل آباؤهم وأجدادهم فى معركة 1956 ـ وقد عادوا فى مطلع 2016 يقدمون نموذجا محترما وقويا للوطنية وللرجولة وللترفع عن اشتباكات أو صراعات يستخدم وقودا لها شباب من أبناء بلدهم ليهددوا ويهدموا أمن واستقرار بلادهم. وان كان كل هذا الايمان والوطنية من أبناء بورسعيد لا يغنى عن حقهم فى الغضب لدماء شهدائهم والمطالبة بحقهم أسوة بالعدالة والقصاص لكل الدم الشهيد فى مصر.
{ شهادة لابد أن أسجلها وقد كتبتها من قبل فى مقال لى نشر إبان الاحداث الدامية التى عاشتها مدينة «بورسعيد» فى حوار تليفزيونى حول ما يحدث فى المدينة وتوالى الاحداث الدامية وسقوط الشهداء واطلاق الرصاص من فوق الدراجات النارية والسيارات على سكان المدينة ـ ذكر اللواء أحمد وصفى وكان قائدا للجيش الثانى وواحدا من اهم القيادات العسكرية التى يرتبط بها ويحترمها أبناء بورسعيد وأحد الشهود على حمام الدم الذى تحولت إليه «المدينة الباسلة» إن ما يحدث فى بورسعيد من وقائع دامية لا علاقة له اطلاقا.. اطلاقا.. إطلاقا بابناء بورسعيد ـ وان هناك وقائع يشيب لها الولدان لم يأت بعد أو أن الكشف عنها ومن يشكك فى وطنية وشهامة أبناء بورسعيد كمن يشكك فى الشمس والقمر.
{ تحية احترام وحب لأبناء مدينتى الذين كنت أثق أنهم سيضعون نصرا جديدا لوطنيتهم ولحبهم لبلدهم ويسقطون حلقة جديدة من حلقات التآمر عليها ودون أن يفرطوا فى حق 70 شهيدا و74 مظلوما و1200 مصاب كما كتبوا فى اللافتات التى رفعوها فى الوقفة الحضارية المحترمة التى قاموا بها فى النادى المصرى .