مبادرة كتاب ورغيف.. فرصة لتعويد طفلك القراءة
أطلقت وزارة التموين والتجارة الداخلية مبادرة «كتاب ورغيف» بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة بتانة. وهو مشروع ثقافى متكامل يشمل دار نشر ومنفذا لبيع الكتب عبر الإنترنت ومن قبل ذلك موقع لتوزيع الكتب مجانا بعد الإجابة عن أسئلة ثقافية.
وتضمنت المبادرة خصم 90% من قيمة أى كتاب داخل المعرض الذى يستمر لمدة 15يوماً لحاملى بطاقة التموين، وذلك عند الشراء من الجناح المستقل بالمعرض تحت اسم «مبادرة كتاب ورغيف»، بالإضافة إلى منح عدد ألف أسرة تحقق أعلى فارق نقاط سلع كل شهر كتاباً مجاناً لمدة عام, وذلك مكافأة للمواطنين وتحفيزهم على تحقيق معدلات استهلاك حقيقية من الرغيف المدعوم لتقليل فاتورة استيراد الدقيق ونشر الثقافة ورفع معدلات الاستفادة من المنتج الثقافى المصري.
يقول (أحمد زيدان) طالب: إن القراءة فى كتاب متعة لا يعرفها إلا من يعرف معنى القراءة، وإن هذه المبادرة مشكورة، وأتمنى أن تكون أغلب الكتب عن الأخلاق والسلوك الإنسانى الناضج وإنكار الذات.
أما (فاروق محمد) موظف، فيستنكر أن يكون هذا التخفيض لحاملى بطاقة التموين فقط, لأن هناك كثيرين يحبون القراءة وليس لديهم بطاقة تموين.
وتتمنى (سها محمد) طالبة أن تكون الكتب الموجودة بالمعرض ضمن المبادرة مختلفة فى جميع المجالات سواء كانت سياسة أو تاريخية أو أعمالا روائية حتى تجد ما تريد قراءته. ويقول (خالد عزمي) مهندس: إن هذه المبادرة تهدف إلى بناء صورة ذهنية مشتركة بين الرغيف والكتاب بوصفهما مكونين أساسيين لأى تنمية مرتقبة، لأن هذا هو «المعنى الحقيقى للعيش والحرية».
يقول د . محمد سكران أستاذ التربية إن العديد من الدراسات العلمية تؤكد أهمية القراءة فى تشكيل وعى الطفل، واتساع ثقافته، وتكريس القيم والأخلاقيات والممارسات الإنسانية , كما إنها تمده بالمعانى والصور الذهنية، والألفاظ اللغوية، وتحويل الأشكال المجردة إلى أشكال ذات معنى ومغزى لغوي.
ومن مميزات القراءة أيضاً أنها تشتمل على مركب من النشاط العلمي، وتدريب العقل على مهارات التركيز ونمو قدرات الخيال، ومن خلالها يستثمر القارئ أقصى قدراته الإنسانية، وتلبية رغباته وحاجاته التعليمية كما تتميز بأنها يسيرة الانتقال، حيث يمكن للطفل أن يأخذ كتبه فى أى مكان يذهب إليه، حتى وإن كانت داخل حجرة نومه.
لذلك إذا ربينا الطفل على أن المكتبة حياة ومصدر غذاء مهم لا يقل أهمية عن الطعام والشرشاب، نما فى كامل حيويته الذهنية والنفسية والفكرية، خاصة أن القراءة تشبع حياة الطفل وتثرى خياله، وترفع نسبة ذكائه وتسهم فى رفع مستواه العلمي، كما تشكل إحدى وسائل الترفيه والمتعة، وتساعده مستقبلاً على البحث العلمى واستخدام مصادر المعلومات بشكل جيد، لأنها تعتبر مصدراً جيداً للمعلومات المختلفة والخبرات المتعددة.
ويؤكد أن جميع الأطفال لهم هوايات يحبونها، مثل الألعاب الإلكترونية، تركيب وفك بعض الألعاب، والرسم، وغيرها من الألعاب، لذا يجب عليك توفير الكتب المناسبة التى تتحدث عن هواياتهم، وثقى أنهم سوف يحبون قراءتها، ولا تقلقى إذا كانت هذه الكتب لا قيمة لها فـى نظرك، فالمهم هنا هو تعويد الطفل القراءة.
ويؤكد د. سكران فى النهاية أهمية تعويد الأسرة أبناءها على القراءة وذلك عن طريق إثارة وعيهم بخطورة الاعتماد كلية على «النت» والحد من مشاهدة التلفاز، وفى الوقت نفسه العمل على تشكيل ثقافة القراءة داخل الأسرة من خلال فوائد المكتبات فى المنزل, كما يجب على المؤسسات الثقافية والتعليمية والأندية الرياضية القيام بدورها فى إثارة الوعى بأهمية القراءة، وتوفير مادة ذات محتوى ثرى وبلغة سهلة.