أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
السور الوهمى
1 فبراير 2016

فى أثناء زيارة عمل للعاصمة الاسبانية مدريد كنت اقطع فيها المسافة من الفندق إلى موقع العمل سيرا على الأقدام مستمتعا بنسمات الصباح، ونظافة الشارع، والالتزام المروري، والتحرك بأمان فى ميدان خصص للمشاة، فلا سيارات، ولادراجات، ولاموتوسيكلات، ولاعربات فول وطعمية، ولا واضعى يد ولا بلطجية يؤجرون الكراسى ويبيعون كل مخالف.وكنت أعبر هذا الميدان الذى يحده من الشمال مدرسة ابتدائى ومن الجنوب كاتدرائية، بينما يقسم الميدان صف من البلاط الأخضر إلى قسمين متساويين ولاحظت ان التلاميذ يلعبون ويتحركون بحرية وأمان ويتسابقون فيما بينهم دون ان يتخطوا ذلك الخط الأخضر، وعرفت من أحد الاسبان انه يمثل سور المدرسة المحظور تخطيه فى اثناء اليوم الدراسي، تساءلت وتعجبت بينى وبين نفسى من سور وهمى يراه الصغار بحكم التربية جدارا لا يحق لهم تخطيه، وقارنت بين تربية وتعليم يرسخان فى نفوس الاطفال قدسية الحدود واحترامها وعدم تجاوزها حتى وان كان ذلك سهلا يسيرا، ونظم اخرى تهدر الحدود المادية وتدعو إلى تحطيمها وتغييرها بالقوة، اى مستقبل ينتظر النموذجين فالأول قبل ان يعمل يعرف حدوده وواجباته فإذا اداها استحق راتبه واستمر فى عمله، والثانى يصرخ هذا حقى طامسا بصوته ومضيعا حق الوطن.

د.م. محمد الخياط