أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
أجمل صوت
1 فبراير 2016

من بين البرامج التى احب مشاهدتها فى التليفزيون المسابقات التى تقدمها بعض القنوات الفضائية دوريا لاختيار اجمل صوت فى مجال الغناء وعادة يتم ذلك على مراحل اسبوعية حيث يخرج فى كل منها الذين لم يحالفهم الحظ، ويستمر الفائزون الذين يحددهم تصويت الجمهور او اختيار لجنة التحكيم، وهكذا حتى الوصول الى فائز واحد يكون هو اجمل صوت فى المسابقة،وسبب اعجابى ان جميع المتسابقين يقدمون اغانى الزمن الجميل لكبار الفنانين مثل عبدالوهاب وام كلثوم ووديع الصافى وفيروز وغيرهم ولم اشاهد متسابقا واحدا يقدم غناء هذه الايام الحافل بالضجيج والالحان المكررة والرقص العشوائى والكلمات الدارجة الخالية من اى شاعرية، والتى تصل أحيانا الى حد توجيه السباب الى المحبوب، وهذا يدل بالتأكيد على انهيار فن الغناء ونظرا لان هذا الفن له تأثير فى حياة الشعوب فإنى اقترح حتى ينهض ان نشطب على غناء هذه الايام ونتبنى الفائزين فى هذه المسابقات، ويقوم كبار الملحنين بتقديم أشجى الالحان وكبار الشعراء بنظم الكلمات الراقية والرقيقة وبذلك يعود فن الغناء الى سيرته الأولى.

لكننى على جانب آخر تضايقت عندما شاهدت احدى القنوات الفضائية تقدم مسابقة لاختيار اجمل صوت من بين الاطفال وكان متوسط عمر المتسابقين فيها حوالى عشر سنوات بل ان بعضهم كان فى السابعة من عمره وسبب ذلك هو ان بعض الاغانى التى يقدمونها من النوع العاطفى الملتهب الذى يتحدث عن الهجر والوصال والحب والهيام واعتقد انه ليس من المناسب تفتيح أذهان الاطفال المتسابقين ومئات الألوف من الاطفال المشاهدين الى معانى هذه الكلمات فى هذه السن المبكرة فإذا سمحنا لهم بذلك الآن فماذا سوف تكون اغنياتهم فى سن المراهقة ومعظمهم بالفعل الآن على مشارفها، وأتمنى أن اشاهد الاطفال فى مسابقات اخرى غير الغناء وعلى سبيل المثال فى مجال تكنولوجيا المعلومات التى يتعلمها الآن العديد من اطفال العالم حتى فى لعبة الشطرنج التى تنمى التخطيط والذكاء ولكن اذا كان من الضررى القيام بمسابقة فى الغناء بين الاطفال اقترح ان تكون قاصرة على الاغانى المناسبة لسنهم وتراث بابا شارو مازال يسعدنا وكذلك الاغانى التى تذيعها بعض القنوات المخصصة للاطفال والاغانى الوطنية الحماسية واغانى الفنون الشعبية.

عبدالفتاح صبرى عبدالمولى

عميد مهندس قوات مسلحة بالمعاش