أحمد السيد النجار
محمد عبد الهادي علام
الشهيد فتحى أوصى والده بعدم البكاء عليه
30 يناير 2016
سوهاج ــ محمد مطاوع ونيفين مصطفى:
والد الشهيد يتقبل عزاءه

البطل الشهيد فتحى طايع حمل السلاح للدفاع عن ارض الكنانة وحقوق أبنائها، إلا أن أيادى الإرهاب الرثة طالت روحه الطاهرة وسلبته حياته وارتوت أرض العريش بغيث دمائه ليقدم أروع النماذج فى البطولة والشهامة ويخلد التاريخ سيرته العطرة ومواقفه البطولية ليكون درسا تتعلمه كل الأجيال، فقد كان خيرة شباب قريته وعلى خلق ويشهد له الجميع ببشاشة الوجه والطباع الهادئة.


هو البطل فتحى قبيصى 20 سنة ـ الذى استشهد فى حادث ارهابى فى المنطقة الواقعة بين العريش والشيخ زويد بشمال سيناء الاربعاء الماضى عندما فجر من استباحوا سفك دماء الأبرياء مدرعة مما أسفر عن استشهاد خمسة من الضباط والمجندين وإصابة 10 آخرين، وكان من بينهم الشهيد طايع الذى كان العصا التى يتوكأ عليها والداه، فهو الابن الأكبر وزهرة العمر والشباب ومنذ نعومة أظفاره كان السند لعائلته فلم يلتحق بالتعليم حتى يشق طريق العمل لجلب المال لمساعدة والده العامل البسيط وكأن الحزن والفقر أقسما أن يحيطا ذلك الشاب فى طفولته وصباه، ففى الفترة التى قرر فيها أن تسكن الأفراح صدره ويبحث عمن تشاركه أحزانه وأفراحه اختطفه الموت.



وفى موكب جنائزى مهيب ودعه أهالى قرية الجريدات بطهطا الى مثواه الاخير و قد ردد المشاركون فى الجنازة الهتاف: «لا اله الا الله الشهيد حبيب الله» مطالبين بالقصاص العاجل من الخونة و الإرهابيين، بينما اتشحت سيدات القرية بالسواد وجلسن بجوار أم الشهيد مرددات لها كلمات التعازى ودعوات تخرج من أعماقهن بأن يلهمها الله الصبر على رحيل مهجة القلب وتوأم الروح الشهيد فتحي.



وقال والد الشهيد: إنه حصل على الاعدادية وتم تجنيده منذ 6 أشهر وهو الخامس فى ترتيب اخوته الثمانية 5 أولاد، منهم اثنان متزوجان و 3 بنات متزوجات آخرهن تزوجت منذ اسبوع و حضر حفل زفافها ثم عاد لوحدته فى سيناء، وفى آخر زيارة له أوصانى بالصبر على أى بلاء وطلب منى عدم الحزن إذا تلقيت خبر استشهاده لأنه يشعر بأن ملك الموت يحوم حوله وأن الدور سوف يأتى عليه وراح يذرف الدموع ويطلب منى مساندة أمه ومواساتها والصبر عليها إذا استشهد لأنه يخشى عليها من الأحزان بعد رحيله.



وقال ماهر الرشيدى عمدة قرية الجريدات ان الشهيد فتحى كان يتمتع بحب جميع أهل القرية رجالا ونساء ويتصل دائما بوالده وأشقائه ليطمئنهم عليه خاصة أنه يوجد فى منطقة تشهد تفجيرات بين الحين والآخر وشاءت إرادة الله ان يكون أول شهيد من ابناء قرية الجريدات وهو غير متزوج من أسرة فقيرة جدا كان يعمل خلال اجازاته لمساعدة والده المسن العامل البسيط لمواجهة اعباء المعيشة.