نجحت مصر منذ 30 يونيو 2013 فى استعادة الكثير من علاقاتها ودورها التاريخى الرائد
مع القارة الإفريقية، والبناء مجددا على تلك الروابط التاريخية العميقة التى ربطت مصر بالقارة السمراء منذ آلاف السنين، خاصة فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأكدت للدول الإفريقية أن الاهتمام المصرى بإفريقيا ليس موسميا وإنما هو متواصل ومستمر، والأهم مصر استعادت ثقة الدول الإفريقية فى دورها الرائد والبناء لمصلحة القارة. وتبرهن على ذلك، الزيارات المتعددة على أعلى مستوى ما بين مصر والدول الإفريقية، وكذلك المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية المشتركة التى تعمق الروابط والعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الدول الإفريقية.
وها هى مصر تستضيف فى شهر فبراير المقبل، مؤتمر «الكوميسا 2016» بشرم الشيخ. برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومشاركة العديد من زعماء إفريقيا، حيث تم توجيه الدعوة إلى نحو 21 رئيس دولة إفريقية، فى حين تأكد مشاركة نحو 96 مسئولا إفريقيا كبيرا، كما قال وزير الاستثمار أشرف سالمان فى المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس الأول لإعلان تفاصيل «الكوميسا 2016».
وإذا كان عدد سكان الدول الإفريقية المشاركة فى الكوميسا الاقتصادية، يزيد على 656 مليون نسمة بإجمالى ناتج محلى يصل إلى 1.3 تريليون دولار، فإن حجم التبادل التجارى بين مصر وإفريقيا غير مرض على الإطلاق حتى الآن ـ كما قال سالمان ـ ولم يشر إلى الرقم، وإن كانت التقديرات تشير إلى أنه نحو 7 مليارات دولار فى عام 2013. ولذلك، فإن مؤتمر «الكوميسا 2016»، الذى يعقد فى شرم الشيخ الشهر المقبل، لابد أن يناقش هذه القضية المهمة، ويتناول التحديات والمعوقات التى تحول دون تحقيق طفرة مهمة فى التبادل التجارى بين مصر والدول الإفريقية، سواء كانت تلك المعوقات فى النقل أو فى اختلاف القوانين أو غيرها، لأن الروابط التى تربط مصر بإفريقيا والعكس روابط تاريخية ومصيرية بحكم الجغرافيا والتاريخ.